أعلن وزير الإعلام اليمني عبده الجندي أن الرئيس علي عبد الله صالح وافق على المبادرة الخليجية لحل الأزمة السياسية المتواصلة منذ ثلاثة أشهر في البلاد والتي تتضمن تنحيه عن منصبه، مؤكدا على أنها ستتم استنادا إلى الدستور بتقديم صالح استقالته إلى مجلس النواب. وأكد طارق الشامي وهو أحد مساعدي الرئيس بدوره، على موافقة الرئيس على المبادرة التي تنص على نقل صالح صلاحياته إلى نائبه في غضون ثلاثين يوما وتشكيل حكومة وحدة وطنية تقودها المعارضة، مقابل منح ضمانات له ولمساعديه وأقاربه من الملاحقة القضائية. وسلم وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد آل نهيان نص المبادرة أمس السبت في أبو ظبي إلى نظيره اليمني أبو بكر القربي وحثه على قبولها حسب ما أفادت وكالة أنباء الإمارات الرسمية. في المقابل وصف المتحدث باسم المعارضة محمد قحطان المبادرة بالإيجابية، مؤكدا موافقة ائتلاف اللقاء المشترك المكون من سبعة أحزاب عليها مع بعض التحفظات. وأوضح في تصريحات له، أن المعارضة ترفض الدعوة الموجهة لها في المبادرة لتشكيل حكومة وحدة وطنية خلال سبعة أيام من توقيع الاتفاق وأنها تريد أن يتنحى صالح أولا، متسائلا عن تأدية القسم أمام صالح الذي فقد شرعيته، بحسب قوله . وقالت مصادر إعلامية، إن المعارضة اليمنية اشترطت أن يشكل الحزب الحاكم الحكومة الانتقالية منفردا قبل تنحي الرئيس بشهر حسب ما نصت عليه الخطوة الأولى. وشددت المعارضة على أن الاعتصامات حق دستوري لا يجوز التفكير في منعها ولا الاتفاق على ذلك، وأن الضمانات والعفو ستمنح لمن يعتزل السلطة فقط والعمل العام، كما اشترطت أن يوقع الرئيس اليمني على الاتفاق بنفسه. في السياق ذاته، أعرب آلاف من شباب الثورة في ساحة التغيير بصنعاء عن رفضهم لما وصفوه بخيانة الأحزاب لقضيتهم، ورفضوا كل المفاوضات والمبادرات التي تجري خارج ساحات الثورة. وقالوا في بيان لهم، إن الثورة الشبابية الشعبية تؤكد للعالم أجمع أن ثورات الشعوب غير خاضعة للمساومات والحوارات السياسية". و دعا البيان دول الجوار إلى احترام إرادة الشعب اليمني بدعم ثورته السلمية البيضاء وإيقاف سيناريو النظام الدموي بدلا من محاولة إنقاذه. وفقا للبيان ذاته . واعتبر خالد الأنسي -المتحدث باسم الحركة الشبابية، وهي إحدى الحركات الرئيسية المشاركة بالاحتجاجات- أن المبادرة الخليجية غير مقبولة. وقال إن الشباب يرفضون منح الحصانة لصالح "المتورط بعمليات قتل مدنيين وبالفساد"، مؤكدا أن الشباب يصرون على محاكمته. وكان صالح الذي يشغل منصبه منذ 32 عاما قد أعلن في وقت سابق أنه لن يتنحى عن السلطة حتى تنتهي ولايته في 2013، متحديا بذلك مطالبات الشعب اليمني بتنحيه الفوري. في ردود الفعل أشاد البيت الأبيض بالمبادرة الخليجية للخروج من الأزمة في اليمن، ودعا كل الأطراف للبدء سريعا بالعملية الانتقالية السياسية. وقال بيان للبيت الأبيض أمس السبت إن الولاياتالمتحدةالأمريكية تؤيد عملية انتقال سلمي للسلطة في اليمن تستجيب لتطلعات الشعب اليمنى. وأشاد البيت الأبيض في بيانه بالبيانات التى أعلنتها الحكومة اليمنية والمعارضة عن قبولهما اتفاقا برعاية مجلس التعاون الخليجي لحل الأزمة السياسية فى اليمن بطريقة سلمية ومنظمة.بحسب البيان.معربا عن تشجيع واشنطن لجميع الأطراف على التحرك بسرعة لتنفيذ بنود الاتفاق .