خرج الرئيس التونسي المطاح به زين العابدين بن علي لأول مرة عن صمته منذ الإطاحة به في 14 جانفي الماضي منتقدا قرار العدالة التونسية بمحاكمته واصفا ذلك ب''المهزلة'' ورفض كل الإجراءات التي اتخذتها النيابة العامة لتفتيش مكاتبه. وتعد هذه هي المرة الأولى التي يتكلم فيها الرئيس التونسي المخلوع وان كان ذلك بطريقة غير مباشرة عبر محاميه الفرنسي جون ايف لوبورني منذ فراره إلى العربية السعودية واتخاذها منفى له بعد أن أرغمه الشارع التونسي على الرحيل فيما أصبح يعرف ب''ثورة الياسمين'' التي دامت 23 يوما وخلفت عشرات القتلى والجرحى. وقال محامي الرئيس التونسي المخلوع إن موكله خرج عن صمته بعد أن ضاق ذرعا من محاولات جعله كبش فداء في عملية جائرة ومغلوطة من أساسها''. وقال إن عمليات التفتيش التي تمت داخل مكاتبه الرسمية والشخصية مجرد عمليات لتوشيه صورته وان المحاكمة التي تعتزم العدالة التونسية الشروع فيها ضده تبقى مجرد مهزلة الهدف منها إحداث قطيعة صورية مع الماضي. وقال مكتب المحاماة الباريسي الذي وكله الرئيس بن علي للدفاع عنه أن الرئيس التونسي لا يملك لا عقارات ولا أرصدة بنكية في فرنسا ولا في أي بلد أجنبي آخر''. وقال بن علي عبر محاميه أن الرأي العام التونسي ''وجه بطريقة مغلوطة جعلت النظام السابق مسؤول على كل مآسي تونس وحملته مسؤولية كل الجرائم المقترفة في حق الشعب التونسي''. وجاء رد فعل الرئيس بن علي مباشرة بعد إعلان وزارة العدل التونسية عن محاكمته وزوجته ليلى طرابلسي غيابيا خلال الأيام أو الأسابيع القادمة في تهم تخص قضيتين اثنتين من مجموع القضايا المتابع فيهما. وتخص القضية الأولى العثور على أسلحة محظورة ومخدرات داخل القصر الرئاسي في قرطاج بينما تخص الثانية عثور محققي مكافحة الرشوة على مبلغ 27 مليون دولار في احد القصور الرئاسية بمدينة سيدي بوسعيد السياحية بضاحية العاصمة تونس. وكشفت الوزارة أن الزوج الرئاسي المخلوع متابع في 88 قضية رفقة وزراء في حكومته ومقربين من عائلتي بن علي وطرابلسي وتبقى أخطرها اتهامه بالقتل العمدي والتعسف في استخدام السلطة وتهريب قطع وآثار تاريخية وتبييض الأموال. ومن جهة أخرى تدخلت وحدات الجيش التونسي وقوات الأمن في مدينة المتلوي بولاية قفصة في جنوب البلاد لوضع حد للمواجهات القبلية الدامية التي تعيشها المدينة منذ ثلاثة أيام وأدت إلى مقتل 11 شخصا وإصابة حوالي 100 شخص آخر بجروح. وذكرت مصادر عسكرية وأمنية تونسية إرسال تعزيزات أمنية مدعومة بالآليات والطائرات المروحية وصلت إلى هذه المدينة الواقعة في منطقة أحواض مناجم الفوسفات وذلك من اجل ضبط الأوضاع.