"خبز و ماء، بن على لا" هذه هي الشعارات التي خرج بها التونسيون و أغرقوا مدنهم بأمواج بشرية و خاصة تونس العاصمة، و جاء هذا التحرك اثر الاعلان الأخير الذي قام به الرئيس "بن علي" المستقيل مؤقتا حسب القانون التونسي، و دائما حسب الشعب التونسي، و جاء هذا القرار بعد مسيرات و مظاهرات و تصعيدات لم تشهد لها تونس مثيلا ... راح ضحيتها العشرات من الشباب التونسي في مقتبل العمر في سبيل رفع الظلم عن الشعب بل المطالبة بالخبز و الماء و العمل. و على خلفية هذا التحرك الشعبي أعلن الوزير الأول التونسي "محمد الغنوشي" أمس الجمعة توليه الرئاسة بالنيابة في تونس بسب "تعذر مواصلة الرئيس زين العابدين بن علي توليه مهامه". وقال الوزير التونسي "محمد الغنوشى" في بيان تلاه مباشرة على التلفزيون بحضور السيدين" فؤاد المبزع" رئيس مجلس النواب و"عبد الله القلال" رئيس مجلس المستشارين أنه تولى بداية من اليوم سلطات رئيس الجمهورية وتعهد بتنفيذ الإصلاحات التي تم الإعلان عنها من قبل داعيا التونسيين إلى التحلي بروح الوحدة الوطنية لتمكين البلاد من تخطي هذه المرحلة الحرجة. وجاء في البيان انه "طبقا لإحكام الفصل 56 من الدستور الذي ينص على أنه في صورة تعذر على رئيس الجمهورية القيام بمهامه بصفة وقتية أن يفوض سلطاته إلى الوزير الأول. و كان هذا القرار نصرا للشعب التونسي عبر تصريحات المثقفين و الاعلاميين و السياسيين و حتى ابناء الشعب الفقراء و الأميين، فبعد 23 سنة من احتكار السلطة تتنفس تونس الصعداء و تعد بديمقراطية أبى الشعب التونسي الا أن يجلبها بيده بثقافة بحضارة وازت الثورات التحررية في العالم لكن رغم كل شيء مزال الطريق طويلا لنيل الحرية التي تغنى بها أبي القاسم الشابي و أحفاده. و في سياق أخر تعالت أصوات الاحتجاجات التي طالبت برؤوس عائلة "طرابلسي" ألا وهي عئلة زوجة الرئيس السابق ان استطعنا القول "زين العابدين بن علي" حيث أكدت أصوات التونسيين الذين اختلطوا في الشارع فلم يعرف منهم المثقف ولا السياسي و لا المي و لا اليساري و لا المعارض ولا ....... و لا ......... ولا .... اتحدت كل الأصوات التي قالت نحن لسنا ضد شخصية الرئيس بل اننا نحبه انما نحن ضد عدم اعطائنا حقوقنا فعلى حد تعبير الرئيس في تصريحه اللأخير : " لقد غلطوني ......" فقد نفى الرئيس التونسي السابق أن يكون على دراية بما كان يجرى في البلاد لأن كل التقارير المرفوعة له تشير الى رخاء الحياة و تطورها على عكس ماكان الشعب التونسي الشقيق يعيشه في ظل الكتمان و الحرمان، و قد طالب الشعب بمحاكمة لكل الجلادين و المتسببين في قتل أكثر من 66 شاب تونسي . و حسب ما تداولته وسائل الاعلام المرئية العالمية و و كالات الأنباء خاصة منها رويترز و وكالة النباء الفرنسية فان الرئيس "زين العابدين بن على" قد استقل طائرته و سافر مباشرة الى جزيرة "مالطا" هذه الأخيرة التي رفضت استقبال الرئيس فتوجه الى "سردنيا" و منها طار الى " المملكة العربية السعودية"، و في سياق أخر نفت الحكومة الفرنسية استقبال الرئيس التونسي بل طالبت حسب رايها بحق الشعب التونسي في الديمقراطية على غرار نظيرتها الأمريكية التي صرحت بأن الشعب التونسي له الحق في اختيار زعمائه، وتعالت اًصوات المجتمع الدولي بين مؤيد و معارض لقوة الشعب التي زعزعت عرش الرئيس التونسي السابق. و لم يقف تطور القضية هنا فحسب فقد تحررت أصوات المعارضة التونسية و كل السياسيين و الاعلاميين و رجال الاعلام الذين انهالوا على الحكومة السابقة و جردوها أمام العلن واصفين اياها بالدكتاتورية و أهم حصة بثت أمس كانت في قناة "نسمة" هذه الأخيرة و على لسان مالك القناة السيد "نبيل قروي" أكد على ان الشعب أزاح ديكتاتورا من تاريخ تونس فرض قيودا كبيرة على البلاد... و حتى قناة الجزيرة استغلت الفرصة و أعلنت عن وجد مراسل معتمد لها في الأراضي التونسية بعد أن تم رفض اعتماده في ظل حكومة الرئيس السابق. و من جهة اخرى فقد استولى الجيش التونسي على القصر الرئاسي و على المطار الدولي الرئيسي للبلاد و قام باغلاق الأجواء الجوية للبلاد الى غاية عودة الأمور لمجراها، كما تم فرض حظر للتجول يمتد من الساعة الخامسة مساءا الى غاية السابعة صباحا و من هنا فان الشعب التونسي على ميعادا مع الديمقراطية أو العودة الى ظلمات السبعينات.