إرتفعت حصيلة الاشتباكات الدامية بين عناصر ميليشيا جيش المهدي والقوات العراقية التي اندلعت منذ خمسة أيام في مدينة البصرة وانتقلت إلى العاصمة بغداد ومدن جنوب العراق إلى أزيد من 230 قتيل ومئات الجرحى·
وانتقل فتيل هذه الازمة الامنية إلى مدينة كربلاء احدى أقدس المدن لدى الطائفة الشيعية بوسط البلاد بعد أن تحولت شوارعها أمس، إلى مسرح لمواجهات دامية أسفرت عن مقتل 12 من مقاتلي جيش المهدي في حين لقي 23 شخصا مصرعهم في مدينة البصرة التي تواصلت بها الاشتباكات بعد إقدام طائرات امريكية على قصف مناطق مختلفة من المدينة وقواعد لاطلاق الصواريخ تابعة لأنصار الزعيم الشيعي مقتدى الصدر· وذكرت مصادر طبية وأمنية عراقية أن عدد قتلى المواجهات التي شهدتها العاصمة بغداد في الأيام الأربعة الأخيرة بلغ 75 شخصا و498 جريحا· ولم تسلم المنطقة الخضراء في قلب بغداد طيلة الأيام القليلة الماضية لمن هجمات صاروخية استهدفت مقرات أمريكية وأخرى تابعة للسلطة العراقية أدت في اليومين إلى مقتل حارسين من حراس نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي· وانزلق الوضع الأمني في العراق مباشرة بعد إعلان الحكومة العراقية عن شن عملية عسكرية واسعة النطاق في البصرة ثاني اكبر المدن العراقية لفرض القانون تستهدف عناصر الميليشيات المسلحة التابعة لجيش المهدي الذي يقوده الزعيم الشيعي مقتدى الصدر· وقامت أجهزة الأمن العراقية باعتقال عدد من أعضاء هذه الميليشيات وهي النقطة التي أفاضت الكأس دخلت على إثرها وحدات الجيش النظامي العراقي في مواجهات دامية لم تتمكن بعد خمسة أيام من اندلاعها من احتواء الوضع رغم المهلة التي منحها رئيس الوزراء لهذه الميليشيات لتسليم أسلحتها· ويبدو أن الحكومة العراقية التي اعتقدت في بداية الأمر أنها بدأت تمسك بزمام الأمور الأمنية من خلال اشارتها الى تحسن تدريجي للوضعية الأمنية العراقية، إلا أنها أخطأت التقدير هذه المرة ووجدت صعوبات كبيرة في احتواء الوضع بعد أن رفض جيش المهدي التابع للزعيم الشيعي مقتدى الصدر تسليم أسلحته كما طالبت بذلك الحكومة العراقية· وقال حيدر الجابري العضو القيادي بالهيئة السياسية للتيار الصدري، أن الزعيم الشيعي أبلغنا وجوب عدم تسليم أسلحتنا إلاّ لدولة تكون قادرة على اخراج قوات الاحتلال من الاراضي العراقية· وكان رئيس الوزراء العراقي منح مهلة ثلاثة أيام لجيش المهدي لتسليم أسلحتهم ولكن تطورات الوضع العسكري واتساع رقعة المواجهات اضطرته إلى تمديد هذه المهلة إلى غاية الثامن من الشهر المقبل في غياب أية مؤشرات باتجاه قبول الصدريين العرض بتسليم أسلحتهم· وأكثر من ذلك فإن المالكي عرض تقديم مكافآت مالية لكل من يضع السلاح في مسعى لاحتواء الوضع المتوتر في تأكيد واضح إلى أن حكومته وجدت نفسها في ورطة عسكرية جديدة مع مليشيا جيش المهدي·