بدا ضعف تجانس مواقف أطراف التحالف الدولي ضد ليبيا يتأكد من يوم لآخر ثلاثة أشهر بعد انطلاق أوسع عملية عسكرية ضد نظام الرئيس معمر القذافي قد يؤدي في حال استمرار هذا المستنقع إلى تلاشي الرباط الذي حددته اللائحة 1973 بين دولها بزعم حماية المدنيين الليبيين ولكن بقناعة إرغام النظام الليبي على الرحيل. ولا يمر يوم إلا وأكدت المعطيات والتقارير العسكرية والمخابراتية ذات العلاقة بما يجري داخل حلف ''الناتو'' أن الخطوة التي أقدم عليها مجلس الأمن بدأت تفقد وهجها الذي صاحب أيامها الأولى بما ينذر بانفراط القعد الذي يجمعها في أية لحظة. ولم يخف سيمون بريان قائد عمليات القوات الجوية الملكية البريطانية مخاوفه من هذه النهاية وحذّر من كون قدرة تدخل القوات الجوية لبلاده في ليبيا ''مهددة'' في حال استمرار التدخل العسكري الدولي إلى ما بعد شهر سبتمبر. وقال بريان ثاني أهم مسؤول للقوات الجوية الملكية البريطانية ان معنويات الطيارين ''ضعيفة'' وروحهم القتالية متأثرة بسبب الحجم الكبير للعمل سيما في أفغانستان هذا فضلا عن أثر قيود الميزانية المخصصة لهذه العملية. وقال إن ''القوات الجوية الملكية مهددة بالإرهاق بسبب العمليات التي تشنها الوحدات الجوية المقاتلة و طائرات النقل التي تعمل دون هوادة في أفغانستان وليبيا''.. ويأتي الكشف عن هذه الحقائق لتؤكد تصريحات سابقة لقائد القوات البحرية في البريطانية الذي أصر على ضرورة ''تحديد أولويات'' القوات البريطانية في حال استمرار العمليات العسكرية في ليبيا بعد شهر سبتمبر القادم. وأثارت هذه التصريحات سخط الوزير الأول البريطاني ديفيد كامرون الذي لم يخف تذمره من فضح هذه الحقائق وقال مدافعا بأن الجيش البريطاني له كل الإمكانيات من اجل إتمام مهمته كما حددها الحلف الأطلسي. وجاء تزايد تصريحات مختلف المسؤولين العسكريين البريطانيين حول حقيقة المهمة الأطلسية في ليبيا في نفس الوقت الذي دخل فيه الرئيس الأمريكي باراك اوباما في جدل حاد مع نواب الكونغرس حول شرعية انضمام الولاياتالمتحدة إلى عملية الناتو في ليبيا. وكان نواب الهيئة التشريعية الأمريكية هددوا بقطع كل تمويل إضافي لهذه العملية وهو ما وضع الرئيس الأمريكي في حرج كبير وشل كل إمكانية له لمواصلة إقحام قوات بلاده في هذه العملية التي لم تأت إلى حد الآن بأية نتيجة عملية يعتد بها على ارض المواجهة المفتوحة مع القوات النظامية الليبية. وبلغ هذا الجدل حده الأقصى أمس عندما هدد البيت الأبيض الكونغرس من كل مسعى لوقف تمويل هذه العملية وقال إن ذلك سيعطي صورة مشوهة عن الولاياتالمتحدة أمام حلفائها وسيعطي نفسا جديدا للعقيد الليبي معمر القذافي. وفي سياق هذا الوضع أكد حلف ''الناتو'' أمس أنه فقد مروحية بدون طيار خلال مهمة مراقبة في ليبيا نافيا في الوقت ذاته أن تكون إحدى مروحياته الهجومية أسقطت. وقال مايك براكن الناطق العسكري باسم الحلف ''ان مركز قيادة الحلف في مدينة نابولي الإيطالية فقد مروحية بدون طيار صباح أمس بعد أن كانت تقوم بمهمة جمع معلومات ومراقبة واستطلاع فوق الأجواء الليبية. وأكد براكن أن ''الحلف لم يفقد أيا من مروحياته خلال عملية ''الحامي الموحد'' في وقت بث التلفزيون الليبي صورا لحطام طائرة مروحية قال إنها لطائرة ''أباتشي'' الأمريكية تم إسقاطها في العاصمة طرابلس.