إشادة بالتعاون المثمر بين الجزائر والمنظمات الجنائية الدولية أشاد المشاركون في فعاليات المؤتمر العربي الذي احتضنه فندق السفير مزافران بالجزائر العاصمة يومي 22 و23 جوان الجاري حول عدالة الأحداث واقع الحال والآفاق المستقبلية، بأهمية ثمرة التعاون بين الجزائر والمنظمات الجنائية الدولية في مجال الارتقاء بعدالة الأحداث، منوّهين في السياق بالعمل العربي المشترك في ذلك وأهمية ترسيخ المبادئ الدولية في مجال حقوق الطفل، لما لذلك من أثر على ضمان المصلحة الفضلى للطفل العربي وتعزيز بقائه ومشاركته. وسجّل المؤتمر الذي تنظمه وزارة العدل بالتنسيق مع المنظمة الدولية للإصلاح الجنائي حضور 11 دولة عربية، حيث عرف مداخلة العديد من الأطراف والشخصيات على غرار المدير العام لإدارة السجون وإعادة الإدماج السيد مختار فليون والسيدة أليسوم هنا المديرة التنفيذية للمنظمة الدولية للإصلاح الجنائي والسيدة ايفا ايمانويس سفيرة مملكة السويدبالجزائر، بالإضافة للسيد مسعود بوفرشة أمين عام وزارة العدل الذي قدم كلمة وزير العدل حافظ الأختام الطيب بلعيز الذي أثنى على الجهود العربية في المرافعة عن حقوق الطفل ومرافقته في عدالة الأحداث مستدلا في ذلك بالتجربة الجزائرية لاسيما في مرافقة الأطفال المتنازعين مع الجهات القضائية وحماية المعرضين لمختلف الأخطار الجسدية والمعنوية. كما اشتمل المؤتمر على عدد من الفعاليات والنشاطات ذات الصلة بعدالة الأحداث كاطلاق النسخة الأولية لكتابين الأول حول ''أنظمة عدالة الأحداث في الأردن والجزائر ومصر والمغرب واليمن'' الذي استعرضت ملامحه العامة السيدة تغريد جبر المديرة الاقليمية للمنظمة الدولية للإصلاح الجنائي في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، كما خص الكتاب الثاني موضوع ''حماية الأحداث المحتجزين: آليات الرصد المستقلة لوضع الأطفال المحتجزين''، حيث يعرض نماذج من الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وتم في هذا الإطار استعراض ومناقشة المنظومتين الأممية والإفريقية في مجال حماية حقوق الأحداث من قبل الخبيرين كمال فيلالي العضو السابق في لجنة حقوق الطفل الدولية والأستاذة فاطمة الزهراء سبع عضو اللجنة الإفريقية لحقوق ورفاه الطفل الإفريقي. إلى جانب تسليط الضوء بالتحليل والنقاش على تجارب كل من الجزائر والأردن والمغرب ومصر واليمن والكويت في مجال عدالة الأحداث، استعرض أوراق عملها أساتذة وقضاة من الجزائر ومن دول عربية. وفي سياق آخر، عرفت أشغال هذا المؤتمر العربي عقد ثلاث ورشات عمل في مجالات الحبس المؤقت والتحويل والعقوبات البديلة وإعادة الإدماج والرعاية اللاحقة شارك فيها العديد من المسيرين وممثلي الدول المشاركة. كما نظمت زيارة ميدانية للمشاركين في المؤتمر إلى مؤسسة إعادة التربية والتأهيل بالحراش بهدف إطلاعهم على برامج المؤسسة في رعاية النزلاء وإعادة تأهيلهم وإدماجهم. وفي الأخير، دعا المشاركون على ضوء إعلان الجزائر الذين صادقوا عليه إلى إعداد خطة استراتيجية تضمن سبل الوقاية من جرائم الأحداث ووضع آليات لتنفيذها ومراقبتها وتقييم تطبيقها، مع ترسيخ التعاون والتنسيق المؤسسي ما بين الجهات المعنية بعدالة الأحداث.