أعرب وزير الشؤون الخارجية، السيد مراد مدلسي ونظيره التونسي، السيد محمد مولدي كافي، أول أمس، عن إرادتهما في توسيع علاقات التعاون الثنائي أكثر فأكثر. وأوضح السيد مدلسي، خلال ندوة صحفية عقب اجتماع الدورة ال6 للجنة التشاور السياسي بين البلدين أن التعاون بين الجزائروتونس يعد إيجابيا في مجالات عديدة مثل الطاقة والتجارة وغيرهما، مؤكدا عمل الطرفين على توسيعه إلى مجالات أخرى، ولا سيما منها السياحة، حيث تتمتع تونس بتجربة كبيرة. وحيا المتحدث -بالمناسبة- الجهود التي تبذل من الجانبين من أجل تطوير العلاقات الثنائية، مشيرا إلى أن هذه الجهود ستتواصل، بالرغم من الوضع الذي تشهده تونس، منذ ثورة جانفي الفارط. وأعرب السيد مدلسي عن ارتياحه لكون خارطة الطريق التي تحدد مسار التعاون بين البلدين واضحة وآلياتها فعالة، حيث تعقد الاجتماعات -حسبه- على كل المستويات من أجل تجسيد هذه الجهود في الميدان، وخلق الظروف الضرورية لتحقيق رفاهية الشعبين وبشكل خاص فئة الشباب. من جهته، حيا الوزير التونسي الدعم المعنوي والمادي الذي قدمته الجزائر إلى تونس غداة ثورة جانفي الماضي، وأعرب عن ارتياحه لنوعية العلاقات الثنائية في كافة المجالات، واصفا إياها بالممتازة. وبعد أن ذكر بأن الجزائر تعد، على الصعيد الاقتصادي، أول شريك لتونس في العالم العربي وفي إفريقيا، أكد السيد كافي بأن المبادلات بين البلدين لم تتوقف عن التطور بالرغم من الصعوبات التي تواجهها تونس، معربا عن أمله في أن يشهد التعاون الثنائي تطورا أكبر. ضرورة تفضيل الحوار السياسي لحل الأزمة الليبية وبخصوص الأزمة التي تعيشها ليبيا، شددت الجزائروتونس على أن الحوار السياسي يبقى السبيل الوحيد الذي من شأنه أن يسمح بالخروج من هذه الأزمة، مجددتين معارضتهما لخيار ''الحل بالسلاح''. وأكد وزيرا خارجيتي البلدين على ضرورة تفضيل الحوار السياسي بين جميع الأطراف الليبية، داعيين إلى ضرورة تدعيم مختلف المبادرات والجهود من أجل إيجاد حل سلمي للأزمة الليبية، وعلى رأس هذه المبادرات خارطة الطريق التي أعدها الاتحاد الإفريقي. وفي هذا الإطار، أكد السيد مدلسي أن المسعى السياسي يبقى الطريق الوحيد للخروج من الأزمة الليبية، مشيرا إلى أن عدم جدوى الحل العسكري أصبح جليا. ودعا -بالمناسبة- إلى استغلال كل الاقتراحات التي تؤدي إلى مخرج سلمي للأزمة وفي مقدمتها الاتفاق الإطار الذي أعد خلال القمة الأخيرة للاتحاد الإفريقي بملابو بغينيا الاستوائية. وفي رده على سؤال حول إنزال الأسلحة لفائدة المعارضة الليبية، ألح الوزير مجددا على ضرورة احترام لوائح الأممالمتحدة حول ليبيا، ولا سيما فيما يخص الحظر المفروض على الأسلحة، موضحا في هذا الصدد أن ''من يصنع التاريخ هم الذين يساعدون الليبيين على استئناف لغة السلام وليس أولائك الذين يساعدونهم على الاقتتال''. من جهته، حيا الوزير التونسي الجهود التي تبذلها الجزائر من أجل تسوية النزاع الليبي، معربا عن تأييده للحل السياسي، ومؤكدا بأن الحل العسكري ''ليس أحسن حل ولا يخدم لا ليبيا ولا الجزائر ولا تونس''. وبعد أن دعا إلى دفع وتيرة الجهود من أجل حل المشكل في أسرع وقت ممكن، أبدى السيد كافي تمسكه بخارطة الطريق التي وضعها الاتحاد الإفريقي واقتراحات قمة ملابو، مؤكدا أن هذه الاقتراحات تفتح الطريق لحل سلمي ومقبول. على صعيد آخر وبشأن نزاع الصحراء الغربية، أوضح المسؤول التونسي أنه يتابع عن كثب مختلف الاجتماعات، معربا بالمناسبة عن أمله في أن يتم إيجاد حل في أقرب الآجال الممكنة لهذه المسألة، ''وأن تفضي الجولة المقبلة من المفاوضات بين طرفي النزاع إلى أفكار جديدة بناءة أكثر''. ويذكر أن وزير الشؤون الخارجية التونسي شرع منذ مساء أول أمس في زيارة عمل إلى الجزائر تدوم ثلاثة أيام ليترأس خلالها مع السيد مدلسي أشغال الدورة ال6 للجنة التشاور السياسي بين البلدين، والتي شكلت مناسبة لاستعراض مسار التعاون الثنائي وتبادل وجهات النظر حول مختلف المسائل الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك على ضوء التطورات الحاصلة في المنطقة العربية وفي المغرب العربي.