دعا ممثل الأممالمتحدةبالجزائر السيد مانويل فونتان، أمس، إلى تكريس 67 دقيقة للخدمة العامة في يوم نيلسون مانديلا أي دقيقة واحدة عن كل سنة من السنوات التي قضاها في خدمة البشرية، معتبرا أن خير طريقة لشكر مانديلا على صنيعه هي أن نهّب معا لمساعدة الآخرين ونمهد السبيل أمام التغيير. وقد احتفت جمعية مشعل الشهيد ومكتب الإعلام للأمم المتحدةبالجزائر باليوم العالمي لنيلسون مانديلا الذي أقرته الأممالمتحدة في 18 جويلية من كل سنة، حيث نظمت ندوة إعلامية حول الحدث احتضنها منتدى ''المجاهد'' صباح أمس، بحضور شخصيات وطنية ودبلوماسيين وكذا بعض السفراء المعتمدين في الجزائر الذين أشادوا بخصال مانديلا. وافتتح الندوة ممثل الأممالمتحدةبالجزائر السيد مانويل فونتان، الذي ذّكر في رسالة من الأمين العام للأمم المتحدة قرأها بالنيابة على الحضور، ببطولات رجل السلم الذي كان ولا يزال المثال الذي يحتذى به عند أعداد لا حصر لها من الناس من مختلف أنحاء العالم، مضيفا أن نيلسون مانديلا أو ''ماديبا'' كما يناديه ملايين الناس تحببا، كان بمثابة بلسم لجراح الأمم ونبراسا يهتدي به الأجيال، ورمزا حيا من رموز الحكمة والشجاعة والنزاهة. من جانبه أسهب نور الدين جودي سفير الجزائر الأسبق لدى جمهورية جنوب إفريقيا ورفيق سابق لنيلسون في الإشادة بمآثر رجل السلم والدور القيادي الذي قام به ردحا من الدهر في الكفاح من أجل حرية ووحدة إفريقيا ودعمه لهذا الكفاح وإسهامه القيم في إقامة جنوب إفريقيا دون تمييز عنصري أو جنسي. مذّكرا بامتنان مانديلا في كتابه لمساعدات الجزائر له ولقضيته في إطار مساعدة الإفريقيين في شتى المجالات كتدريبهم عسكريا، إذ أن نيلسون تعلم استعمال البندقية مع الجزائريين حسب إفادة أحد المجاهدين الذي أعطى شهادته بشأن سفير النوايا الحسنة. توالت التدخلات التي انصبت في مجملها حول التذكير بمشوار صاحب جائزة نوبل للسلام لسنة ,1993 كل من منبره، حيث اعتبر وزير التنمية لدى الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية نعمة سعيد الجماني أن تكريم بطل القارة السمراء الذي كرس حياته لخدمة القارة وحريتها، هو عرفان منا بدولة جنوب إفريقيا على ما تقوم به في مساعيها مع الأممالمتحدة الرامية لحل مشاكل القارة الإفريقية وخاصة الدور الذي تلعبه في محاربة الاستعمار لا سيما في الصحراء الغربية الدولة الوحيدة التي لا تزال تقبع تحت نير الاستعمار. السفير الفلسطيني حسان عبد الخالق من جانبه نوه بدعم مانديلا للقضية الفلسطينية على جميع المستويات وعندما كان رئيسا لجنوب إفريقيا، واصفا إياه برمز الكفاح والعدالة والسلام الذي يتمثل باسمه الكثير من الفدائيين الفلسطينيين قائلا إن اسم مانديلا لطالما ارتبط بالكثير من الأسرى والشهداء وأماكن الجهاد. أما ممثل سفارة جنوب إفريقيا لدى الجزائر ماسوتشا مونغيزي فتطرق لذكرى ميلاد مانديلا ال93 مذكرا شعار احتفالية هذه السنة ''67 دقيقة من الأفعال الخيرية'' كفعل رزمي واعتراف لكل السنوات التي قضاها مانديلا في السجن من أجل تحسين الحياة، وتفانيه في خدمة البشرية واهتمامه بقضايا الإنسانية في ميادين كحل النزاعات ومحاربة العنصرية وتعزيز حقوق الإنسان وحمايتها والمصالحة والمساواة بين الجنسين وحقوق الأطفال وسائر الفئات المستضعفة وتحسين أحوال الفقراء والمجتمعات المتخلفة، مستشهدا ببعض الأقوال المأثورة لبطل القارة السمراء.