لأول مرة، يغيب الروائي الطاهر وطار عن حفل الاختتام الذي تنظمه الجمعية الثقافية الجاحظية، وهكذا بقي طيفه بابتسامته العريضة يخيم على جو المحتفلين وأعضاء المكتب بالجاحظية رغم حرص المنظمين قدر المستطاع الحفاظ على الحفل، كما ميز الحفل غياب الإطارات التي كانت تحضره في السابق باستثناء حضور ممثل عن رئيس المجلس الوطني الشعبي الذي تم تكريمه بهذه المناسبة. الجاحظية رغم الهزة العنيفة التي سجلتها برحيل رئيسها المؤسس الطاهر وطار إلا أنها استطاعت أن تتجاوز المرحلة الصعبة وتعود لتنفسها الطبيعي من خلال انتخاب المكتب وتعيين الرئيس ومزاولة النشاط الثقافي. استهل افتتاح الحفل، الذي احتضنه مقر الجاحظية، يوم أمس، رئيس الجمعية الاستاذ محمد تين، الذي رحب في كلمته بالجمع الذي حضر الاحتفال باختتام الموسم الثقافي، الذي يستأنف نشاطاته شهر سبتمبر القادم، بالقول: سنسدل الستار على موسم ليس ككل المواسم لما غادرنا فيه الأخ الكبير الطاهر وطار، مجددين العهدة بأننا سنمضي بالجاحظية إلى الأمام تحت شعار لا إكراه في الرأي. وأضاف رئيس الجاحظية، في كلمته التي بين من خلالها خارطة الطريق التي تسير عليها الجاحظية، أن الثقافة والفكر مجال واسع تختلف فيه الألوان وتتعد فيه المشارب، والمثقف ليس إنسانا متعلما وحسب، بل هو من ينير مصباح أمته لتخوض عباب التاريخ مقدمة اسهامها في الحضارة الإنسانية. وقد رفع آية الشكر والامتنان لكل من الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة وكل من قدم يد المساعدة للجاحظية من قريب أو بعيد، مذكرا أن الجاحظية حافظت على نشاطها ومجلة ''التبيين'' على الصدور، وأيضا انعقاد مؤتمرها في وقته الملائم، هاهي اليوم تسدل الستار على نشاطها الذي يتوقف طيلة شهر رمضان للعودة إلى النشاط شهر سبتمبر. واستعرض الرئيس الجديد للجاحظية على الحاضرين برنامج الجاحظية للموسم القادم، حيث ستواصل نشاطها بتنظيم محاضرة أكاديمية في كل شهر بالاضافة الى النشاطات الأسبوعية التي ستكون من خلاال النوادي، كالشعر والقصة والفلسفة وغيرها، كما أنها ستعمل على تنظيم ندوتين فكريتين في السنة، ستكون الندوة الأولى، في شهر أكتوبر، خاصة بالراحل الطاهر وطار وأعماله، كما أنه سيتم تنظيم ليلة 12 أوت المقبل حول الطاهر وطار بمناسبة الذكرى الأولى لوفاته مع عرض فيلم وثائقي، كما أكد رئيس الجاحظية أن الجمعية تفكر في إنشاء مجلة أو جريدة ثقافية، وأن لجنة التحكيم لجائزة مفدي زكرياء العربية قد تم تنصيبها لدراسة وتقييم النصوص المقدمة إليها. وفي الأخير، تم تقديم شهادات شرفية تكريمية وتكريم الطلبة الذين تفوقوا في شهادة البكالوريا، وهكذا أسدلت الجاحظية الستار على موسمها الثقافي 2010/ 2011