لعلّ ما ميّز موسم الصيف هذه السنة هو تزامن شهر رمضان المعظم مع شهر أوت ولعلّ الميزانية المخصصة له تضاعفت بسبب كل تلك الأموال التي تطلبتها مختلف النفقات المخصصة للاستعداد لهذا الشهر الكريم، وجريدة ''المساء'' أرادت رصد الأجواء السائدة في البيوت في هذا الأسبوع الأخير خاصة فيما يخص عملية تنظيف وتجديد ديكور المنزل التي أصبحت تمس كلا الجنسين. تنظيف البيوت من اختصاص النساء بعد عملية الاستعداد لموسم الصيف بغسل البطانيات ووضع الملابس الصيفية مكان الملابس الشتوية حتى تكون في متناول أفراد العائلة، عملية أخرى من نفس النوع تستعد لها ربات البيوت لتمس على وجه الخصوص ذلك الركن من المنزل -المطبخ- والذي يقال عنه ''قلب البيت'' والمكان الذي تمضي فيه النسوة معظم أوقاتها سواء تعلق الأمر بشهر رمضان أو بباقي أيام السنة. فرصة لتنظيف الطباخة: الأداة الأساسية في مهمة إعداد الإفطار وربما الاستثمار في أخرى وتجديد توابعها المختلفة ومستلزماتها: أواني جديدة بمختلف الأشكال وأغطية للمائدة بمختلف الألوان فالسوق في هذه الفترة تعرف انتعاشا لا مثيل له لتكون بذلك مكسبا للتجار، أما دواعي النساء حول نفقات مثل هذه فهو الترحيب بشهر التوبة والغفران و''عادة تنقل عبر الأجيال'' وربما ذريعة لتجديد ديكور المنزل والتباهي على باقي النسوة كما تقول ''خالتي فاطمة'' التي قابلناها في سوق باب الوادي البلدي منهمكة في اختيار صحون جديدة وفيما يخص عملية تنظيف المنزل فإنها ردها كان أنها ''عملية لا يمكن الاستغناء عنها'' وتقول حفيدتها التي كانت برفقتها أنها أشبه بعملية ترميم للمنازل خاصة في هذا الأسبوع الأخير من شهر شعبان حيث تصبح البيوت تماثل ورشات البناء بتحريك الأثاث لغرض تنظيف الزوايا التي يتغلغل فيها الغبار، وذلك الرمل الذي أتى من التردد على البحر وغسل النوافذ وحتى الجدران وأشبه بالثكنات التي يتم فيها تجنيد نسوة العائلة بمختلف أعمارها وتسليحها بمختلف مواد التنظيف لا تنقصهن إلا الخوذة.
طلاء الجدران مهمة الرجال وفي سياق الترحيب بشهر رمضان، تفضل عائلات أخرى عملية طلاء الجدران والتي لا تتكرر كل سنة ليكون الغرض منها هو إعطاء نفس جديد للمنزل وتغيير ديكوره. عملية تدخل في إطار الميزانية المخصصة للشهر الكريم واستثمار آخر مربح للتجديد الذي يحدثه على روح البيت شريطة نجاح العملية. عملية تتطلب في أغلب الأحيان حضور شخص يحترف هذه المهنة فالأسعار تتعدد لتبلغ بضعة ملايين بسعر 3000 دج للغرفة، بالإضافة إلى مواد الطلاء التي يصل سعرها إلى 1500 دج وأكثر حسب النوعية، ما يجعل بعض العائلات تتهرب وتنفر من بعض هؤلاء الذين أصبحوا أشبه بالمحتالين بسبب الخدمات الباهظة التي يعرضونها على زبائنهم مثل عائلة السيد ''خالد.م'' الذي طلب منه حوالي ستة آلاف دينار للطابق الواحد دون أن يسمح له التعرف على كيفية ضبط الأسعار لتكلف مهمة طلاء الجدران إلى أرباب البيت أو إلى رجال العائلة أو شخص يمكن الوثوق به وهنا يخطئ من يقول إن عملية الترحيب بشهر رمضان وتنظيف المنزل استعدادا له حكر على النساء بل للرجال مشاركة فيها ما يجعلهم يأخذون عطلة للتفرغ في هذا العمل قصد التوفير في المال ومعاتبة أنفسهم ما لم تنجح العملية التي لابد وأن تؤخذ بجدية لما تتطلبه من أموال وتكاليف باهظة من جميع الجوانب، بالإضافة إلى عملية الترصيص التي كثيرا ما تقل فيها اليد العاملة مع تهاونها في تأدية عملها لتسير الأمور على أسوأ الأحوال ليتدبر المواطن الجزائري أموره ويحاول الحصول على بعض المساعدة من هنا وهناك. ولعلّها الفرصة الوحيدة التي يشارك فيها الرجال في أشغال البيت فأغلبهم يرفضون المساعدة التي تلمسها منهم نسوتهم بذريعة الرجولة والتربية التي تلقوها في صغرهم. أما بعض العائلات التي أحيت في بداية هذا الصيف أعراسا ومناسبات مختلفة فقد حظيت بسبق إنجاز أعمال مثل هذه لتستمتع وتحظى بشبه راحة قبل حلول رمضان مع التذكير أن هذه الفترة والميزانية المخصصة لها تركز على شراء التوابل بمختلف أنواعها والزيت واللحوم ليدخل عامل ''الشطارة في التجارة '' في عملية التوفيق بين نفقات الأفراح والعطلة الصيفية مع فترة الاستعداد لشهر الرحمة-.