أحدثت جمعية "معجزة الفن" الناشئة بقسنطينة مفاجأة سارة لدى محبي موسيقى "الجاز"بتنظيمها سهرة نهاية الأسبوع حفلا أعاد إلى الأذهان سحر الحفلات التي ميزت المهرجان الدولي للجاز "ديما جاز" الشهير الذي تحتضنه قسنطينة سنويا· وافتتح هذا الحفل -الذي أقيم بمسرح المدينة بمبادرة من هذه الجمعية التي لم تكن معروفة من قبل- فرقة "أتنوسفار" القسنطينية قبل أن تصعد فرقة "ماتزيك" التي استقدمت من مدينة "ران" الفرنسية على المنصة· واستطاعت فرقة "اتنوسفار" التي برزت للجمهور للمرة الأولى أن تلهب القاعة بتأديتها لنوبات من الموسيقى الأندلسية في قالب جديد يدخل "البوليفينيا" على هذا الطابع الذي يعتمد تقليديا على "المونوفونيا" كما أحدثت تجاوبا كبيرا بين الحضور ومعظمه من الشباب المتفتّح على كلّ جديد وذي نوعية · فرقة "أتنوسفار" التي تتكون من 6 أعضاء تطمح بإدخالها "البوليفينيا" على الموسيقى الأندلسية إلى إخراجها من الطابع المحلي وإيصالها إلى البعد العالمي، ويبدو من خلال هذا الحفل أن التجربة التي قام بها جمال جعاد رئيس الفرقة ورفقاءه واعدة وهذا لما أظهرته من إمكانيات في أداء الموال والانقلاب ونوبة الزيدان بطابع جديد وجميل بفضل الإيقاعات والآلات الجديدة التي أدخلت من طرف السيد جبران بلحمر المشرف على التوزيع الموسيقي · وحذت جمعية "معجزة الفن" كذلك حذو نظيرتها "ليما" المبادرة بتنظيم "ديما جاز" في أن حاولت مثلها إقحام نفسها في التكوين الموسيقي، حيث لم تكتف بتكليف الفرقة المستضافة "ماتزيك" بتنشيط السهرة الفنية فحسب بل اغتنمت فرصة وجودها بقسنطينة لتنظيم تربص قصير معها حضره هواة الجاز وفرقة "أتنوسفار" على وجه الخصوص التي حضرت معها موال قدم في آخر حفل يوم الخميس ونال إعجاب الجمهور· وأبدى السيد زهير بوزيد الرئيس الحالي لجمعية "ليما" الذي حضر الحفل ارتياحه لظهور شبان جدد يهتمون مثل "ليما" بموضوع ما يسمى "انصهار الموسيقات"وبتنظيم حفلات "ذات نوعية جيدة تفتقد إليها الساحة الثقافية بالجزائر"·وتميّز أداء فرقة "ماتزيك"التي تهتم كثيرا "بانصهار الموسيقات" بكونه قد أعطى متسعا كبيرا للموسيقى المستوحاة من الموسيقى الإفريقية والشرقية وبإشراك القاعة في صنع الفرجة وكأن بينها وبين الجمهور ارتباط وطيد وقديم·(واج)