سيغلق جسر سيدي راشد بقسنطينة منافذه أمام حركة المرور بدءا من الواحد والعشرين من شهر أوت الجاري، قصد الشروع في أعمال الصيانة بعد الانزلاقات التي شهدها خلال السنوات الفارطة والتي باتت تهدد هذه المنشئة الفنية التي يعود تاريخ تشيدها إلى منتصف القرن التاسع عشر. ويعاني الجسر الذي يحمل اسم أحد أولياء الله الصالحين منذ مدة طويلة من مشكل التصدعات والتشققات على مستوى أساساته، وهي المشاكل التي أرجعها خبراء وتقنيون دوليون إلى التسربات المائية المنحدرة من سطح المنصورة والتي تراكمت فوق أساسات الجسر من جهة باب القنطرة محدثة تصدعات وتشققات أثرت على هذا المعلم التاريخي والسياحي الذي يعود تاريخ انجازه -حسب أستاذ علم الآثار ساحلي نواري- إلى سنة ,1908 ويعد من أشهر وأطول الجسور الحجرية المشيدة في العالم والذي استغرق إنجازه 04 سنوات إلى غاية 1912 من طرف المهندس الفرنسي ''أرنودان''، على تلال المدينة القديمة وبالتحديد السويقة بطول 168 مترا وعلى علو 175 متر من أسفل واد الرمال إذ بات يقدم خدمات كبيرة لسكان المدينة كونه يعد من أهم شرايين قسنطينة. وقد أكدت مصادر مسؤولة من الولاية أنه تم تخصيص مبلغ 80 مليار سنتيم لإعادة ترميم وصيانة جسر سيدي راشد وهي العملية التي تتطلب صيانة تقنية عالية، حيث سارعت الجهات المسؤولة في اتخاذ الإجراءات اللازمة لمباشرة عملية الصيانة، وتعطل الأمر بعض الوقت بسبب عدم إيجاد شركة في مستوى المنشئة حتى على الصعيد الدولي من جهة، ومن جهة أخرى، إلى أشغال إصلاح أكثر من كيلومتر من قنوات المياه المتسربة عبر سطح المنصورة، وستتطلب عملية الترميم والصيانة -حسب أهل الاختصاص- حوالي سنتين أو أكثر حتى تتم المحافظة على هذه المنشئة التي تعد من أطول الجسور الحجرية بالعالم.