أعلن، وزير الشؤون الدينية والأوقاف السيد بوعبد الله غلام الله، أمس، أن حملة جمع زكاة الفطر المقدرة ب100 دينار جزائري عن الفرد ستنطلق اليوم عبر كامل مساجد التراب الوطني، معتمدة على وسيلتين هما الخطاب المسجدي وكذا وسائل الإعلام، على أن تؤدى الزكاة إلى المحتاجين قبل عيد الفطر بيومين بعد ضبط قوائمهم، وبخصوص موسم الحج وقرار السلطات السعودية القاضي بتمديد مدة استقبال الرحلات الجوية، أفاد الوزير أنه لا يمكن اتخاذ أي إجراء إلا بعد استلام مخطط الطيران على ضوء المفاوضات مع السلطات السعودية لافتكاك خمس رحلات يوميا لنقل الحجاج الجزائريين البالغ عددهم 36 ألف حاج. وأوضح السيد بوعبد الله غلام الله في ندوة صحفية، صباح أمس، بمنتدى ''المجاهد'' أن السلطات السعودية حددت مدة استقبال الطائرات من الفاتح ذي القعدة إلى الرابع ذي الحجة أي على مدار 34 يوما، والجزائر حاليا في مرحلة تفاوض من أجل نقل 2000 حاج يوميا بمعدل خمس رحلات في اليوم حتى يتم التكفل بنقل جميع الحجاج خلال 16 يوما، وفي هذا الصدد، أكد السيد بوعبد الله أن وزارته أخذت على عاتقها تأجير أفرشة لكل حاج للمبيت بمنى، داعيا الحجاج إلى التحلي بالصبر على المشقة التي تصاحب أداء مناسك الحج لا سيما بمنى، حيث يصعب ضمان مكان للنوم لكل حاج. وبخصوص ملف الأوقاف كشف الوزير أنه تم تصحيح وضعية 5000 عقار التي يستغلها المواطنون ويستفيدون منها على أن يدفعوا إيجارها للأوقاف، مضيفا أن وزارته عازمة على وضع أراضي الأوقاف تحت تصرف لمن يريدون الاستثمار، مشيرا في سياق متصل إلى أن أموال الزكاة وضعت هي الأخرى في خدمة الشباب الراغب في ممارسة مهنة معينة عن طريق المشاريع المصغرة، معربا عن رغبته في توفير أكبر عدد من مناصب الشغل لإدماج خريجي الجامعات ومعاهد التكوين المهني، وحتى الشباب الراغب في العمل بالفلاحة. وفي سؤال يتعلق بحرية المعتقد أجاب وزير الشؤون الدينية أنه لم يمنع أي إنسان من ممارسة الشعائر الدينية في الجزائر إذا كانت تخضع للشروط المتفق عليها كالحصول على الرخصة من السلطات المعنية، وتوفير الضمانات الأمنية، وصلاحية المكان وهو أمر مطبق في كل مكان في العالم حتى يتم فتح مكان للعبادة، ضاربا مثالا بفرنسا التي تشترط للموافقة على بناء مسجد بها أن يحوي مخططه على موقف للسيارات. أما فيما يخص صعوبة حصول الأساقفة على تأشيرات الدخول وتراخيص التنقل والإقامة أوضح غلام الله أن الأمر من اختصاص وزارة الخارجية التي ليست مضطرة إلى تفسير سبب الرفض لأي شخص، مشيرا إلى أنه لكل دولة قوانينها التي تنظم هذه المسائل. وفي سياق آخر أفاد وزير الشؤون الدينية والأوقاف أنه سيتم الإعلان عن المؤسسة الفائزة بصفقة إنجاز مشروع جامع الجزائر الكبير في نهاية شهر أوت الحالي. مذكرا أن مجمعين ومؤسسة كانت قد قدمت خلال شهر جويلية الماضي عروضها للفوز بصفقة بناء جامع الجزائر الكبير الذي يتواجد موقعه بالمحمدية شرق العاصمة، ويتعلق الأمر بمجمع لمؤسسات لبنانية-ايطالية ومجمع لمؤسسات اسبانية-جزائرية ومؤسسة صينية كانت لجنة فتح الأظرفة قبلت عروضها لاستيفائها الشروط القانونية. وأوضح الوزير في هذا الإطار أنه تم تنصيب لجنة تقييمية لتتكفل بعملية اختيار المؤسسة المؤهلة لبناء هذا المسجد مبرزا في الوقت نفسه أن تجسيد مثل هذا المشروع الضخم يتطلب دراسات شاملة ومعمقة وإمكانيات مالية معتبرة دون أن يقدم آجالا لتسليمه. وأشار السيد غلام الله إلى أن أكثر من 300 مهندس معماري من بينهم 100 مهندس معماري أجنبي يتولون دراسة هذا المشروع بدقة ولا سيما فيما يخص استعمال التقنيات والوسائل المضادة للزلازل ضمانا لديمومة هذا المعلم نافيا ما تناولته بعض وسائل الإعلام بشأن عدم صلاحية الأرضية لإنشاء هذا الصرح.