وصل الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي أمس إلى العاصمة دمشق حاملا معه مبادرة عربية لتسوية الأزمة في سوريا وسط شكوك بفشلها في ظل استمرار قمع المتظاهرين وتباعد وجهات النظر بين السلطة والمعارضة السورية. وأكد العربي خلال لقائه بالرئيس بشار الأسد رفضه لأي تدخل أجنبي في الازمة المستعصية التي تعصف بهذا البلد منذ منتصف مارس الماضي اثر اندلاع الحركة الاحتجاجية التي كانت تطالب بالإصلاح قبل ان تتطور للمطالبة بإسقاط النظام. معلنا ان الجامعة العربية لن تشكل أبدا ممرا لفتح الباب أمام استصدار لائحة أممية تمسح بمثل هذا التدخل على غرار ما حدث في ليبيا. وأعرب الرقم الأول في جامعة الدول العربية عن رغبة هذه الأخيرة في مساعدة سوريا لتجاوز هذه المرحلة الحرجة التي تمر بها وبتمسكها بأمن واستقرار هذا البلد العربي. وقالت وكالة الأنباء السورية ان الطرفين توافق على بعض النقاط المتعلقة باتخاذ إجراءات ملموسة لتسريع وتيرة الإصلاح في البلاد، بينما ندد الرئيس الأسد بما وصفها بحملة ل''تزوير الوقائع'' تهدف بحسبه إلى ''المساس بصورة سوريا واستقرارها''. وعرض العربي علي الرئيس السوري المبادرة التي صاغها وزراء الخارجية العرب في اجتماعهم الطارئ بالقاهرة في 28 من الشهر الماضي. وهي المبادرة التي تتكون من 13 بندا وتهدف إلى وضع حد لإراقة الدماء في سوريا. ومن بين بنودها تبني التعددية السياسية وإجراء انتخابات حرة وشفافة في 2014 وهو العام الذي من المقرر أن تنتهي فيه ولاية الرئيس الأسد. وأثيرت شكوك بشأن إمكانية نجاح هذه المبادرة منذ أن أبدت دمشق تحفظها على بيان الاجتماع الوزاري العربي الأخير الذي دعا إلى''وقف إراقة الدماء وتحكيم العقل قبل فوات الأوان'' واعتبر المبادرة تدخلا في شؤون سوريا الداخلية. وكان من المقرر أن يزور نبيل العربي سوريا الأربعاء الماضي غير أن السلطات السورية أرجأت الزيارة وأرجعت ذلك إلى ما وصفته بأسباب موضوعية. وتأتي زيارة الأمين العام لجامعة الدول العربية إلى دمشق غداة جمعة احتجاجية أخرى أطلق عليها شعار ''الحماية الدولية ضد القمع'' شهدت خروج آلاف المتظاهرين السوريين الذين طالبوا الأممالمتحدة بتبني لائحة أممية تسمح بإرسال بعثة دائمة من الملاحظين في بلادهم. وتزامن ذلك مع إعلان الولاياتالمتحدة أنها تريد ''تسريع العمل الأسبوع المقبل داخل الأممالمتحدة حيث يسعى الغرب في استصدار لائحة صارمة تدين النظام السوري لكنه يصطدم في كل مرة بالموقف الروسي الرافض لمثل هذا المسعى. مقابل ذلك اجتمع ما لا يقل عن 40 معارضا سوريا في المهجر بالعاصمة النمساوية فيينا بهدف تنظيم الدعم للمعارضة في داخل البلاد.