تحضر سفارة النمسا بالجزائر لاستقبال وفد من رجال الأعمال النمساويين في الفترة الممتدة من 22 إلى 24 أكتوبر المقبل للاطلاع على فرص الشراكة مع المتعاملين الجزائريين من خلال تنظيم لقاءات مباشرة بغرض الكشف عن الخبرات والمعارف في مجال الصناعة وإنتاج الطاقات المتجددة. وتأتي الزيارة في الوقت الذي تعد فيه السفارة دراسة عن واقع إنتاج الطاقات المتجددة بالجزائر بطلب من الحكومة النمساوية بغرض تعريف رجال الاعمال بفرص الاستثمار بالجزائر وذلك خلال مؤتمر سينظم بالنمسا خلال شهر جانفي المقبل، على أن ينظم لقاء مماثل بالجزائر قبل نهاية صيف 2012 . بغرض التعريف بالخبرات النمساوية في مجال إنتاج الطاقات المتجددة واستغلال المياه والرياح والطاقة الشمسية في إنتاج الكهرباء نظمت سفيرة النمسا بالجزائر السيدة ''ألوازيا ورقيت'' نهاية الأسبوع أبوابا مفتوحة حول ''الطاقات المتجددة'' من خلال تقديم عرض مفصل عن واقع هذا القطاع بالنمسا، وحسب تصريح المستشارة التجارية بالوزارة السيدة أولريك ستراكا، فإن دولة النمسا تعد من اكبر الدول المستوردة للطاقة، وبعد الأزمة الطاقوية التي عرفتها روسيا وجهت الحكومة النمساوية اهتمامها للبحث عن مصادر جديدة للطاقة من خلال استغلال كل إمكانياتها، الأمر الذي جعلها رائدة في مجال إنتاج الطاقات المتجددة حيث تستغل اليوم 76 بالمائة من احتياجاتها الطاقوية عبر الطاقات المتجددة التي تستغل قوة الرياح وتدفق المياه بالإضافة إلى الألواح الشمسية لتوليد مختلف أنواع الطاقة التي تحتاجها النمسا، وعليه اقترحت المستشارة التجارية للسفارة النمساوية وضع معارف وخبرة المتعاملين النمساويين تحت تصرف المتعاملين الجزائريين. من جهتهم قدم ممثلون عن كل من لجنة ضبط إنتاج الكهرباء والغاز والوكالة الوطنية لترقية وترشيد استهلاك الطاقة بالجزائر ''إبرو'' عروضا للمشاركين في الأبواب المفتوحة لاستعراض مختلف الإجراءات التي اعتمدتها الحكومة للتحول إلى إنتاج الطاقات المتجددة، غير أن التأخر في سن قوانين ضبط إنتاج واستهلاك الطاقات المتجددة والعدول عن فكرة تنظيم مناقصات وطنية وأجنبية للاستفادة من مختلف المشاريع الكبرى، فما عدا مركز توليد الكهرباء الهجينة بمدينة حاسي الرمل المنجز من طرف الشركة الجزائرية المختلطة بين القطاعين العالم والخاص ''نيو إنرجي ألجيري'' والتي تنتج 150 ألف جيغاوات من الكهرباء باستعمال الغاز والطاقة الشمسية لا تعرف السوق الجزائرية لغاية اليوم مشاريع أخرى في هذا المجال، بالمقابل أشارت ممثلة وكالة ''ابرو'' إلى اقتراح مجموعة من المشاريع في مجال ترشيد استهلاك الطاقة منها عملية إنجاز 600 وحدة سكنية بتقنية العزل الحراري وتغيير 375 ألف مصباح عمومي يشتغل بتقنية الزئبق إلى مصابيح الصوديون، توزيع 100 حافلة تشتغل بالوقود النظيف بغرض الحفاظ على نظافة البيئة وهو ما يدخل في إطار المخطط الوطني للطاقات المتجددة الذي يمتد إلى غاية 2030 والذي ينص على استغلال 40 بالمائة من احتياجات الطاقة من خلال الطاقات المتجددة.