انتهى تصوير المسلسل البدوي التاريخي "صراع على الرمال" والمأخوذ من خيال وأشعار الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الإمارات، رئيس مجلس الوزراء وحاكم دبي في مدينة مراكش المغربية في أجواء احتفالية خاصة جرت بين طاقم العمل متذكرين مراحل هامة قطعها أضخم إنتاج عربي وهو يمضي في تحقيق حضور فني وإعلامي متميز طيلة فترة تصويره· وفيما يعتبر هذا العمل الأضخم في صيغة إنتاجه عربيا ينظر لهذه التجربة بتفوّق وتميّز وفق معايير بناء الأعمال الكبيرة المنفّذة عالميا من خلال حروب حقيقية حقّقتها أهمّ الخبرات وأعظم الفرسان الذين حضروا موقع التصوير في مراكش وأدهشهم أن يكون هناك إنتاج عربي بهذا القدر من الإنتاج والمجاميع والكومبارس· يذكر أنّ العمل من إنتاج المكتب الإعلامي بدبي وإخراج الفنان حاتم علي، وكان المؤلف هاني السعدي قد كتب هذا العمل مبدئيا فيما تابع الفنان هشام كفارنة تحويله للهجة البدوية، ومضى تصوير العمل وفق أربع مراحل رئيسية مقسمة بتسلسل زمني مخطّط له من قبل جهة الإنتاج·· حيث بدأت المرحلة الأولى في صحراء المغرب والمرحلة الثانية في تدمر السورية والثالثة في دبي في صحراء مرموم حيث التقط المخرج بعض المشاهد الحيوية في تلك المنطقة على الطريق بين دبي والعين· وإذا كان هناك أرقام أشارت إلى أنّ هذا العمل بلغت تكلفته ستة ملايين دولار، فإنّ الأرقام النهائية ربما لم تقف عند هذا المبلغ، ويبدو أن جهة الإنتاج حريصة على أن يخدم هذا العمل إنتاجيا حتى لحظة عرضه على الشاشات ليكون صاحب أكبر ميزانية عرفتها الدراما العربية تلفزيونيا وسينمائيا· وانتهى المخرج حاتم علي من التصوير وهو ما زال يردّد أنّ هذا العمل سيقلب معايير الدراما العربية وسيكون منافسا عالميا وليس عربيا لأنّ كلّ ما فيه قدّم على أكمل وجه إذ أنّ السخاء الإنتاجي يعتبر حالة فريدة في مختلف الأعمال التي عمل بها مع الأخذ بعين الاعتبار أنّ تسعة أعمال كبيرة قادها حاتم علي بنجاح خلال السنوات العشر الماضية، ولكنه يرى في هذا العمل درسا في الإنتاج والتنفيذ والتنظيم والتخطيط والإعداد المسبق له· وأكّد المخرج حاتم علي أنه تعامل مع هذا العمل بمنطق مختلف يقوم على إعادة إنتاجه بكل تفاصيله الاجتماعية والاقتصادية وردّ الأحداث إلى زمان ومكان محددين، وقال إنّه انطلاقا من هذا يمكن اعتبار "صراع على الرمال" عملا تاريخيا بامتياز لأنّ الأحداث تعود إلى القرن الثامن عشر إبان الاحتلال العثماني في مكان معروف على أطراف شبه الجزيرة العربية"، وأشار إلى أنّ العمل يطرح قضايا مهمّة عبر معالجة فكرية وفنية غنية لشخصيات درامية مكتوبة على مستوى عال· وأضاف "وبالتالي كلّ ذلك يحيلنا إلى تناول مختلف عما هو سائد بتحديد بيئة الزمان مكانيا وزمانيا وجزء كبير من نجاح العمل الفني هو تحقيق المتعة التي سعيت كمخرج لتقديمها وقد جهّزت لي كلّ الإمكانيات المتاحة ولا أذكر أنني طالبت بأمر ولم يجهز مهما كانت صعوبته·· أعترف بأنّني لم أحظ بتسهيلات كهذه في كلّ الأعمال التي قدمتها في السابق" · وقالت نجمة العمل الفنانة صبا مبارك إنّ هذا العمل يشكّل تحديا لمستقبل الدراما التلفزيونية العربية وأنّ الطريقة التي نفّذ بها إخراجيا وإنتاجيا وتقنيا تعتبر مثالية للغاية قياسا بالأعمال التي سبق وان شاركت بها، وتجزم صبا أنّ اللهجة التي ستحمل أفكار العمل تقدّم لأوّل مرة في مسلسل عربي وفيها الكثير من العناية بالمصلحات والكلمات التوثيقية لمرحلة لم تتطرّق لها الدراما من قبل· من ناحيته، قال الفنان السوري تيم حسن إنّ العمل كبير بكلّ المواصفات وهو جدير بأن ينافس في شهر رمضان المقبل لاسيما وأنّ عملا عربيا لم ينفذ بتلك الإمكانيات الهائلة، ومن جانبها قالت الفنانة القديرة منى واصف إنّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم "ليس حارثا للبحر فقط بل صائدا للغيوم وللأفكار الكبيرة"، وقالت إنّها حينما علمت بأمر العمل وافقت فورا لأن الكبار يقدمون أعمالا كبيرة في كل مكان ولا يقبلون بغير التميز والتربع على عرش التألق· ووصفت الفنانة رنا الأبيض الإنتاج الحضاري لهذا العمل بأنّه بطل هذه التجربة وهو الذي وسع الهامش وحقق قفزات كبيرة انتصر فيها الفنان العربي وقدره تقديرا مثاليا، متوجهة بالشكر لكل من عمل في هذه التجربة وللإحساس العالي بالمسؤولية من قبل الجميع في تقديم كل ما لديهم، وقال الفنان القدير طلحت حمدي إنه في تاريخ مشاركاته التلفزيونية لم يكن يرى أن هناك تجربة سيمر بها بهذا القدر من الاحترافية والاهتمام·· مشيرا إلى أنّ كلّ من عمل في المسلسل بطل وكل من شارك لقي الاهتمام والتقدير· جدير بالذكر أنّ مدة تصوير العمل استغرقت خمسة أشهر وهو العمل العربي الأوّل الذي يشهد التصوير في خمسة مواقع رئيسية وفي أربعة بلدان عربية·· وتمّ نقل مئات الأطنان من الرمال إلى موقع التصوير في مراكش لتسوية أراضي المعارك التي جهزت بخبرات عالمية·وشارك في العمل ألف كومبارس في مراحله الأربع، فيما تمّ الاستعانة ب150 حصانا مدربا، كما شاركت في العمل أغلى وأندر أربعة خيول عالمية شاركت لأول مرة مجتمعة في تنفيذ معارك العمل، وشارك في مشاهد المسلسل أربعين ممثلا رئيسيا من ثماني جنسيات عربية ليتفرد العمل بهذه النسبة في إشارة من المخرج أنه شكل وحدة عربية مصغرة، وقد احتاجت ورش الخياطة والتصميم في دمشق مئات الأمتار من الأقمشة واستعانت بأكثر من 120 خياطا شاركوا في تنفيذ ملابس طاقم العمل·