استعاد رشيد مخلوفي في هذه الدردشة ذكرياته مع فريق جبهة التحرير الوطني ومشواره ضمن نادي سانت اتيان الفرنسي، حيث كان نجمه الاول دون منازع·وظل طيلة المقابلة التي خص بها "المساء" يعترف بحسنات تلبيته نداء الثورة فقال بصريح العبارة "بارك الله في جبهة التحرير التي منحتني فرصة العمر المتمثلة في المساهمة في طرد الاستعمار" · - في أي ظروف التحقتم بفريق جبهة التحرير الوطني * كنت ألعب آنذاك مع نادي سانت اتيان· اتصال الجبهة جاءني عن طريق مختار لعريبي وعبدالحميد كرمالي · أتذكر أنني تعرضت لإصابة ضد نادي بيزيي، وتم نقلي الى المستشفى للعلاج مما سمح لمسؤولي فيدرالية فرنسا بتسهيل عملية هروبي رفقة لعريبي وكرمالي وايضا بوشوك الذي كان في انتظارنا بمدينة ليون · وقتها كنت في الخدمة العسكرية، واستطعنا ان نغادر التراب الفرنسي بدون مشكل وذلك بسبب السرية التي أحاطت العملية، حيث شكلنا الفوج الثاني الذي التحق بتونس بعد وصول كل من بوبكر وزيتوني، رويعي، وبن تيفور· - قبل فراركم، كنتم رفقة زيتوني على وشك المشاركة في كأس العالم بالسويد· كيف عشتم تلك اللحظات؟ * البعض يعتقد أنني ضيعت فرصة ذهبية في مشواري الرياضي· لقد انزعجت كثيرا من هذا الكلام لأن جبهة التحرير منحتني فرصة تاريخية للمساهمة في طرد المستعمر من بلدي· لا أظن بأن هناك أفضل من هذه الهدية التي لا تقدر بثمن واعتبرها أحسن ذكرى في حياتي· لقد لبيت نداء الثورة دون اكراه، شأني شأن زملائي في الفريق، وهنا أريد ان افتح قوسا لأوضح قضية ظلت محل جدل كبير ويتعلق الأمر بمسألة هروبنا، حيث التحقنا بتونس بمحض إرادتنا ولم نتعرض الى أي ضغط في هذا الاطار خلافا لما تحاول بعض الجهات اشاعته والدليل على ذلك ان بعض اللاعبين اعتذروا عن الالتحاق بالثورة وظلوا ملازمين لفرقهم بفرنسا دون ان ينال منهم احد · هذه الحقيقة ذكرتها مرارا وقلتها للفرنسيين عندما عدت الى فريقي الاول سانت اتيان بعد الاستقلال· - على ذكر سانت اتيان· كيف استقبلتكم الجماهير الرياضية هناك؟ * عودتي تزامنت مع نزول النادي الى القسم الثاني، واتذكر بافتخار أن اول مباراة لي مع الفريق كانت بحضور جماهير غفيرة التي اكتظت بها مدرجات الملعب، حيث كنت محط اعجاب الجميع الذين تجاوبوا مع حركاتي الفنية وسكنت قلوبهم منذ تلك المقابلة خاصة وانني ساهمت في عودة النادي الى حظيرة الكبار· - ونلتم ايضا لقبي البطولة والكأس ··· * لعبنا نهائي الكأس ضد بوردو وفزنا بنتيجة 2 - 1، وسيبقى أنصار الزي الأخضر يتذكرون تلك المباراة التاريخية التي سجلت فيها اصابتي الانتصار· وهنا لا يفوتني أن انوه بالمدرب جون سنيلا الذي كان يملك موهبة كبيرة في التدريب لم أشاهد مثلها طيلة مسيرتي الطويلة في الملاعب· - يقال بأن امكاناتك وقدراتك الفنية تطورت بالاحتكاك مع لاعبي فريق جبهة التحرير... * هذا صحيح واعترفت بذلك في عدة مناسبات· كيف لا وأنا كنت من المعجبين بفنيات زيتوني، بن تيفور وابراهيمي الذين كانوا يشكلون نجوم البطولة الفرنسية ·