عرضت السيدة راضية رومان زرداني مجموعة من التحف التي أبدعت في تزينها بيديها، حيث كان من ضمنها ''بقراج القهوة''، ''الجفنة''، القديم، الصينية الحديدية الكبيرة، الناقوس، وماسكات الشعر الخاصة بالسيدة، كلها تزينت برسومات وألوان زاهية جعلت الإقبال عليها كبيرا من طرف زوار معرض الحرف بقصر الثقافة، ''المساء'' اِلتقت السيدة ونقلت لكم إنطباعاتها وطموحاتها في هذه الحرفة المميزة. حول هذا الفن الذي تمارسه، قالت السيدة راضية ''منذ مدة اكتشفت أن الكثير من الأشياء الجميلة والتي تحمل ذكرياتنا أيضا ترمى في سلة المهملات فترحل ويرحل معها بريقها وذكرياتها، ومن هنا فكرت في طريقة لاسترجاع تلك الأشياء الجميلة، فوجدت في الألوان والصباغة الطريقة المثلى، لهذا بدأت عملية تلوين الأدوات المنزلية للاحتفاظ بها كديكور في المنزل وخاصة في المطبخ، وبعض الأدوات التي تصلح لقاعة الانتظار أو الصالة''. وتواصل محدثتنا قائلة ''من بين الأدوات التي عملت على تزيننها بمختلف الألوان الزاهية واسترجاعها بغرض إعادة الاستعمال أيضا أو عصرتنها للتماشي مع أواني الوقت الحديث؛ الصينية، السيار بنوعية الرقيق والخشن، المغارف الخشبية، البقراج، الجزوة، والقزديرة التي يوضع فيها اللبن والتي غابت للأسف عن الأيادي، بعدما أصبح اللبن أو الرائب يقدم في العلب البلاستكية أو الأكياس، وهذه الأخيرة مضرة للصحة''. وحول الدافع للقيام بهذا قالت ''أرى أنه من واجبي الحفاظ على التراث والإرث الجزائري البسيط، حتى يتسنى للجيل الجديد معرفته، فالكثير من أبنائنا لا يعرف هذه الأدوات التقليدية التي اعتمدت عليها جداتنا وأمهاتنا، كما أن بعض الأدوات القديمة كالقزديرة مثلا لها حضورها في اليد، لهذا يستحسن تقديمها بشكل جديد، لهذا حرصت على إعطاء شكل جديد لكل الأدوات القديمة''. وتواصل راضية قائلة ''مند الصغر، كنت أهتم بالأدوات والألوان، وطورت هذا الجانب من خلال الحفاظ على كل ما هو تقليدي، لأنه في نظري طويل العمر ولا يعرف التقادم، وحرصت على أن يكون للوشم مكان في أعمالي الفنية، فقد كان في السابق زينة السيدات خاصة أن لكل وشم تعابيره الخاصة، فهناك وشم يرمز للنخلة، وهو رمز الثراء والعطاء والديمومة، وهناك وشم الحلزون والثعبان، وطبعا في السابق، كانت كل امرأة تختار الرمز الخاص بشخصيتها، وألان آخذت هذه الرموز للحفاظ عليها''. وحول المواد المستعملة في تلوين هذه الأدوات قالت ''أستعمل الصبغة الغير مضرة للصحة، وأختار الألوان التي يمكن الاعتماد عليها والتي غالبا ما تكون زاهية وتصلح للديكور، حيث أحرص على الحفاظ على كل الأدوات الخاصة بالمطبخ الجزائري التقليدي والعصري أيضا في قالب فني مميز''.