حددت السلطات المحلية لبلدية الدارالبيضاء، الواقعة بشرق العاصمة، نهاية سنة ,2012 لتعميم الممارسة الرياضية على مستوى كامل تراب هذه البلدية، التي يقترب عدد سكانها من عشرين ألف نسمة، وقد توسع نسيجها العمراني في السنوات العشر الأخيرة وأفرز نسبة كبيرة من الشباب الذي أصبح يتوق إلى ممارسة النشاط الرياضي... ويصل عدد الرياضيين المنخرطين في الجمعيات الرياضية بالدارالبيضاء إلى 1200 رياضي، وهو عدد قليل جدا مقارنة بنسبة الشباب المرتفعة في كامل تراب الدائرة، مما أرغم مسؤولي البلدية على اتخاذ قرارات هامة تقضي بضرورة تدعيم المنشآت الرياضية المشيدة في السابق وإنجاز أخرى أكثر حداثة من أجل توسيع رقعة الممارسة الرياضية. ولدى بلدية الدارالبيضاء مشروع طموح في مجال تدعيم وتشييد المنشآت الرياضية، يسمح لمختلف الفروع الرياضية بتطوير إمكانيات المنخرطين فيها، ويتعدى ذلك إلى الزيادة في عدد الممارسين الجدد للرياضة.
رغبة البلدية في ترقية الرياضة وفي هذا الصدد يؤكد المشرف على الرياضة ببلدية الدارالبيضاء السيد حميد يربود : '' يسود الاعتقاد لدى المشرفين على الرياضة في البلدية، أن توفير المنشآت والمرافق الرياضية بشكل كبير سيساهم لا محالة في دفع عجلة تطور الممارسة الرياضية، فضلا عن أنه سيسمح للأندية والجمعيات الرياضية بلعب الأدوار الأساسية في مختلف البطولات التي تشارك في أطوارها''. ويعد الملعب البلدي الموجود بوسط المدينة، إحدى المنشآت الرياضية المعنية بهذه العملية المزدوجة، بالنظر إلى استقطابه عددا كبيرا من الرياضيين في كرة القدم وألعاب القوى، غير أن الخشية من تدهور مرافقه دفعت مسؤولي البلدية إلى وضعه في خانة المنشآت الرياضية التي تحتاج إلى الترميم والتجديد، وقد تقرر تزويد بهذا الملعب بمنصة ثانية تسمح بمضاعفة قدرة استقباله للجماهير لتصل سعته إلى 12 ألف مقعد، وستبلغ كلفة تشييد هذه المنصة 35 مليار سنتيم، في حين خصص مبلغ آخر بقيمة 16 مليار سنتيم لوضع شبكة إنارة جديدة بذات الملعب، وستساهم هذه العملية الثانية في زيادة عدد الممارسين للرياضة، بما أن الكثير من الفرق والجمعيات الرياضية يهمها برمجة حصصها التدريبية ابتداء من الساعة ال 18 بسبب السهولة التي تجدها في جمع رياضييها خلال فترة زمنية واحدة والسماح لهم بقضاء حاجاتهم المهنية والعائلية قبل التفرغ لهوايتهم المفضلة. وللإشارة، فإن أرضية الملعب البلدي مغطاة بعشب اصطناعي مؤهل من طرف الاتحادية الدولية لكرة القدم، وسمح ذلك بتنظيم بطولة إفريقيا لأقل من 17 سنة. كما استقبل هذا الملعب منذ ثلاثة أشهر مباراة المنتخب الوطني الأولمبي ونظيره الملغاشي لحساب تصفيات دورة لندن .212 وعادة تجري بهذا الملعب مباريات فريق شباب الدارالبيضاء لكرة القدم الذي حقق في نهاية الموسم الفارط الصعود إلى قسم البطولة ما بين الجهات.
اهتمام كبير بالرياضة الجوارية وستنطلق الأشغال الخاصة بتوسيع المدرجات وشبكة الإنارة خلال الثلاثي الأول من السنة القادمة، حسب ما أكده ل ''المساء'' مسؤول المصلحة التقنية بالبلدية السيد كمال قريبيزة، الذي أبرز الأهمية الكبيرة التي توليها البلدية للرياضة بالقول : '' تسعى البلدية أيضا إلى تحديث المنشآت الرياضية ذات الحجم الصغير من خلال تدعيمها بمرافق جديدة على غرار ما سيتم القيام به على مستوى ثلاثة ملاعب تصلح بشكل خاص لممارسة الرياضة الجوارية، لوقوعها في أماكن شعبية وهي أحياء الحميز والمدينةالجديدة وعبان رمضان، حيث ستشيد في هذه الملاعب الثلاثة مدرجات من الحجم الصغير مع وضع العشب الاصطناعي لأرضيتها، وسيكلف إنجاز هذه الأعمال 37 مليار سنتيم تم توزيعها كالتالي : ملعب المدينةالجديدة (11 مليار سنتيم )، ملعب الحميز ( 20 مليار سنتيم ) وملعب عبان رمضان ( 6 ملايير سنتيم)، وسيعلن عن فتح مناقصة وطنية لهذه العمليات الثلاث في نهاية السنة الجارية أو بداية .''2012 وأضاف السيد يربود من جهته : '' يتضمن برنامج تشييد المنشآت الرياضية إنجاز قاعة مغطاة خاصة برياضة الكرة الحديدية، دراستها التقنية جاهزة ومصادق عليها من طرف المجلس الشعبي البلدي، الذي خصص لهذا الغرض غلافا ماليا قدره سبعة ملايير سنتيم''. ولا شك أن إنجاز هذه القاعة سيفرح كثيرا هواة هذه الرياضة الموجودين بكثرة في الدارالبيضاء، إذ عادة ما يلجؤون إلى استعمال المساحات المتخمة للأحياء من أجل ممارسة هوايتهم المفضلة. كما توجد القاعة المتعددة الرياضات الواقعة بحي لالة فاطمة انسومر ضمن اهتمامات مسؤولي البلدية، بالنظر إلى النشاط الرياضي الكبير الذي تستقبله في كل أسبوع، حيث سيتم الشروع في تغطية أرضيتها بالخشب الحامل لكل المواصفات الرياضية المعتمدة دوليا في ممارسة كرة السلة، وسيسمح ذلك للفريق المحلي الذي ينشط في بطولة الدرجة الأولى بتطوير إمكانيات كل فروعه.
حاجة المواطنين إلى مسبح بلدي ... إلا أن هناك كثيرا من المواطنين بالدارالبيضاء يتأسفون لعدم توفر مسبح، وقد أحصينا عددا كبيرا من الرجال والنساء والأطفال وحتى الشيوخ يتوجهون في كل أسبوع إلى المسبح البلدي لباب الزوار، بغرض ممارسة هذه الرياضة التي لها فوائد كثيرة على جسم الإنسان، لا سيما الذي يعاني من مرض الربو. وقد طرحنا هذا الموضوع على المكلف بالرياضة في البلدية السيد حميد يربود، الذي يكمل عهدته الثانية كنائب رئيس ثالث في المجلس التنفيذي البلدي، والذي أصبحت له دراية كبيرة بشؤون الرياضة في الدارالبيضاء، حيث أوضح قائلا : '' ندرك كثيرا فوائد السباحة وأن إنجاز منشأة خاصة بهذه الرياضة يعد من بين اهتماماتنا الكبيرة، حيث قمنا لهذا الغرض بتكليف مكتب دراسة لتشييد مسبح اخترنا له مكانا بحي الاستقلال المحاذي لمديرية المصالح الجوية، وغلافه المالي يقدر ب 22 مليار سنتيم''. وتبدو طموحات البلدية في المجال الرياضي غير مكتملة بدون تشييد مركب رياضي بالدارالبيضاء، وهو المشروع الذي يلقى بعض الصعوبات لتجسيده على ارض الواقع، مثلما أوضح ذلك السيد يربود : '' نريد تحويل بلديتنا في المستقبل القريب إلى قطب رياضي كبير من خلال تشييد مركب رياضي سيعطي للرياضة دفعا قويا، لكن تشييده قد يتأخر بعض الشيء، حيث ان بلدية الدارالبيضاء لم تتحصل على وعاء أرضي لاستيعاب هذا المشروع، والمعروف عن بلديتنا أنها ذات طابع فلاحي وان الجزء الكبير من مساحاتها تتواجد عليها المنطقة الصناعية والمطار الدولي هواري بومدين، وفي انتظار تجسيد هذا المركب، فإن ما سيتحقق في مجال المرافق الرياضية كفيل بتشجيع الشباب والفئات الأخرى من سكان الدارالبيضاء على ممارسة الرياضة على نطاق واسع''. وتنشط بالدارالبيضاء خمس جمعيات رياضية، ويعد هذا العدد قليل جدا بالنظر إلى عدد الشباب الموجود بالمنطقة، لكن هناك أمل لدى السلطات البلدية في ان يزداد عدد الجمعيات في السنوات القليلة القادمة بعد الانتهاء من عمليات تجديد وإنجاز المنشات الرياضية. وحسب تصريحات المكلف بالرياضة في البلدية، فإن الجمعيات الرياضية الخمس التي تمثل البلدية في مختلف المنافسات الوطنية، لا تعاني من المشاكل المالية، حيث قال في هذا الشأن : '' عادة نخصص للرياضة ثلاثة في المائة من الميزانية الإجمالية للبلدية في السنة، وتعد هذه النسبة كافية لسد حاجيات الجمعيات الرياضية، لكن في كثير من الأحيان نرفع من هذه الإعانة عند الضرورة ويسمح ذلك للجمعيات بالقيام بنشاطاتها في ظروف مقبولة، حيث نسعى من خلال هذه التحفيزات إلى فسح المجال أمام المواهب الشابة لتنمية وتطوير مؤهلاتها الرياضيةس. وحسب محدثنا دائما، فإن أغلبية الفروع التابعة للجمعيات الرياضية، أصبحت على عكس المواسم الرياضية الفارطة تسير أمورها بعقلانية متزنة، ولم يلاحظ عليها إسراف كبير في إنفاق الأموال، وذلك من باب تفادي الدخول في تسيير صعب. وعاد يربود للحديث عن أهمية المنشآت الرياضية بالبلدية، موضحا أن إنجازها وتجديدها يرمي بالدرجة الأولى إلى القضاء على الاختلالات الموجودة في هذا المجال، وإتاحة الفرص للمواهب الشابة لتطوير قدراتها الرياضية، بالإضافة إلى جعل من هذه المنشآت الرياضية مكانا للترفيه عن النفس. وهناك مجال آخر تريد البلدية تطويره، ويتعلق الأمر بالتكوين الرياضي، حيث كشف يربود عن وجود برنامج مشترك بين المصلحة الرياضية بالبلدية والجمعيات الرياضية الخمس، يرمي إلى الاهتمام بالفئات الصغرى المتواجدة في مختلف الاختصاصات الرياضية، وستسعى هذه الجمعيات في المستقبل إلى إنشاء مدارس تكوين، والتزمت البلدية بإضافة حصة مالية في الميزانية السنوية المخصصة للرياضة تستغل لتشجيع التكوين.