يشهد معرض "آرت باريس" الذي يستقبله "القصر الكبير" لعاصمة الجن والملائكة بداية شهر أفريل من كل سنة، مشاركة عربية متميّزة تحتلّ فيها دول المغرب العربي بما فيها الجزائر الصدارة، حيث سيشهد المعرض مشاركة أربعة فنانين جزائريين أغلبهم مقيم بفرنسا على غرار الفنان "قادر عطية" ابن إحدى الضواحي الباريسية والمعروف بمشاركاته العديدة في مختلف التظاهرات الفنية، وتتمثّل مشاركة قادة عطية في عرض صور لمختلف الشواطئ الجزائرية بعنوان "شاطئ الصخور المربعة"، كما ستشهد التظاهرة مشاركة كل من الفنانة نادية بنبوطة، ويزيد اولاب وجمال طهطه · تأتي هذه المشاركة الجزائرية ضمن فضاء فسيح، أفرده المنظّمون هذه السنة للاحتفاء بالفن العربي يشرف عليه مؤرّخ الفن الناقد إبراهيم العلوي، ويضمّ هذا الفضاء عشرين فناناً عربيا محترفا وهاويا من بينهم ثينة علي من سورية، غادة عامر وأمل كناوي ويوسف نبيل ومعتز نصر من مصر، لمياء زيادة ونينار إسبر من لبنان، عادل عابدين من العراق، فيصل السمرا من السعودية، كريمة الشومالي من الإمارات، تيسير بتنيجي من فلسطين، أمّا من المغرب فيشارك كل من الفنان منير فاطمي وفؤاد بلامين ومحمد الباز بالإضافة إلى مريم بودربالة من تونس · يذكر أنّ معرض "آرت باريس" يعدّ من بين أضخم المعارض التي تقام في باريس تشارك فيها عشرات الأروقة الفرنسية والأجنبية المهمّة منذ عام 1998، حيث تعرض مختلف الأعمال الفنية (لوحات، منحوتات، تجهيزات، فيديو وصور فوتوغرافية) الممثّلة لمعظم التيارات الفنية التي طبعت القرن العشرين، التصوير السردي، البوب آرت، الواقعية الجديدة، مجموعة "كوبرا" والحركات التجريدية على أنواعها··· هذه السنة، استقبلت التظاهرة التي اختير لها عنوان "ممرات" 115 قاعة عرض، أي بزيادة 25 قاعة عن الماضي حيث رفعت وللمرّة الأولى، نسبة مشاركة الأروقة الأجنبية في هذا المعرض إلى 40 في المائة، حصة أوروبا فيها رئيسية، مع أروقة من إيطاليا، ألمانيا، بلجيكا، سويسرا، هولندا، بريطانيا، أسبانيا، النمسا، فنلندا، السويد، هنغاريا، سلوفينيا، موناكو ولوكسمبورغ، وفي الوقت الذي تمثّل المشاركة الأمريكية أضعف نسبة (أربعة أروقة)· وفي تصريحات عن أهمية المعرض أكّد الناقد إبراهيم العلوي أنّها تتمثّل في الكشف عن رهانات ممارسة الفن في عالمنا العربي وعن توق الفنانين العرب للتعبير عن مشكلات وآمال وتناقضات حضارتهم، لأنّ ممارسة الفن -حسبه- تسمح بمقاربة مواضيع روحانية وأخرى تتعلّق بالجسد أو العلمنة أو العنف، باختصار، كلّ المسائل التي تواجههم في حياتهم اليومية، لذلك نجد للواقع السياسي والاجتماعي والثقافي الخاص في كل دولة عربية - يقول العلوي- تأثير على أعمال مختلف الفنانين، وهو ما لا يمنع حسبه أيّ شخص من النظر إلى العالم العربي بطريقةٍ أحادية اللون·