قام نهار أمس، الرئيس المالي السيد امادو توماني توري بزيارة عمل إلى تلمسان رفقة السيد دحو ولد قابلية وزير الداخلية والجماعات المحلية والسيد عبد القادر مساهل الوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية، حيث كان في استقباله بمطار الزناته الدولي نائب قائد الناحية العسكرية الثانية، والي ولاية تلمسان والسلطات المحلية والعسكرية، حيث استمع إلى النشيدين الوطنيين وأدت له بعدها فرقة من الحرس الجمهوري التحية ليقوم بعدها بتحية مستقبليه من مسؤولي الولاية. بعد ذلك توجه الوفد الرئاسي إلى مقر الولاية، حيث شرع الرئيس المالي في زيارته العملية والسياحية التي قادته إلى العديد من المحطات السياحية التي أعجب بها كثيرا لاسيما الحوض الكبير والقصر الملكي المشور والمسجد العتيق لسيدي بومدين، ليتوجه بعد ذلك إلى هضبة لالا ستي، حيث أعجب بكل المنشآت المنجزة بعين المكان وهو ما جعله يطرح على مضيفيه الكثير من الأسئلة ذات الطابع العلمي والتاريخي والأكاديمي المتعلقة بتاريخ تلمسان والمنطقة ككل. ففيما يتعلق بإعادة ترميم وتأهيل المدرسة والمركب العلمي لمقام سيدي بومدين الذي يضم مدرسة قرآنية والمسجد ودار الحجاج والقصر الملكي فقد أكد القائمون بالعمل أن الأمور تسير وفق ما هو مقرر لها في الدراسات التقنية التي تسعى إلى الحفاظ على الطابع المعماري الأصيل والأصلي لهذا المعلم التاريخي الهام في تاريخ الولاية والمنطقة ككل كونه كان مقر تعليم وتدريس العلامة عبد الرحمن ابن خلدون وأخيه يحيى للعديد من الطلبة وقتذاك. أما عن قلعة المشور التي أعجب بها الرئيس المالي أيما إعجاب فقد تم بناؤها من طرف الزيانيين إلا أنه تم تدميرها من طرف الاحتلال الفرنسي لكن إرادة السلطات العمومية في إعادة التاريخ إلى مجراه الطبيعي جعل من إعادة إنجاز هذه القلعة واحدة من أكبر المهام التي يجب تنفيذها وهو ما تم فعلا بعدما خصصت الدولة غلافا مهما لهذا المعلم التاريخي الذي من خلال إعادة بنائه تكون الجزائر قد حافظت على جزء مهم من الذاكرة الوطنية، كما كانت أيضا لضيف ولاية تلمسان زيارة إلى المركب الثقافي الضخم الذي يضم بين طياته مختلف النشاطات الثقافية التي تنظمها المديرية الوصية لاسيما تلك التي تتم برمجتها في إطار ''تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية ,''2011 حيث يوجد بهذا المركب الثقافي عدة قاعات للعرض وقاعة مسرح تستجيب لكل المقاييس، إضافة إلى قاعات عبارة عن ورشات عمل خاصة بالفنانين والمهتمين بالعالم الفني والإبداعي. يذكر أن آخر المحطات التي تمت برمجتها في هذه الزيارة الرئاسية لضيف تلمسان كانت ذات بعد علمي وأكاديمي وتتعلق بزيارة القطب الجامعي ''إمامة'' الذي يجري العمل به على إنجاز خمسة مدرجات بسعة ألف مقعد من إنجاز المؤسسة الصينية للبناء في كلية العلوم بينما يتم إنجاز أربعة مدرجات بسعة ألف مقعد بيداغوجي خاصة بكلية اللغات والآداب والترجمة وإنجاز مدرجات وقاعات دراسية بسعة 2000 مقعد بيداغوجي خاصة بقسمي علم الإجتماع وعلم النفس وذلك في إطار البرنامج العادي بغلاف مالي إجمالي مقدر ب74 مليار سنتيم. للعلم فإنه عقب اختتام الزيارة الرسمية للرئيس المالي لولاية تلمسان أقام السيد نوري عبد الوهاب والي الولاية مأدبة غداء على شرف الرئيس المالي والوفد الرسمي المرافق له ليغادر بعدها الولاية باتجاه العاصمة الجزائر وهو كله غبطة وفرح وسرور بهذه الزيارة التي مكنته من الاطلاع على العديد من الجوانب الزاهرة من التاريخ العريق لتلمسان التي تضم -كما قال والي الولاية- 75 بالمائة من المعالم التاريخية الإسلاميه الجزائرية.