ككل سنة، تحيي ولاية تيزي وزو ذكرى اندلاع ثورة نوفمبر التحريرية التي سقط فيها رجال ونساء من أجل استرجاع السيادة وإخراج العدو من أرضنا، فأول نوفمبر تاريخ زرع كيان كل جزائري حر غيورعلى وطنه، وثورة انتصرت فيها قوة إيمان الجزائريين على قوة السلاح الفرنسية، واحتفالا بهذا الحدث الذي كان نقطة إحداث الشعب الشعب القطيعة مع السياسة الفرنسية الدامية، تخلّد السلطات المحلية الذكرى ببرمجة جملة من النشاطات وتدشين عدة مشاريع تنموية مختلفة من شأنها تحسين الإطار المعيشي للمواطن. ''المساء'' وككل مناسبة إحياء ذكرى اندلاع ثورة نوفمبر التحريرية، تحل ضيفة بقرى الولاية التاريخية الثالثة لتنقل شهادات حية لمجاهدين ومجاهدات ذاقوا ويلات التعذيب على يد الإستعمار الفرنسي، وتخليدا للذكرى ال57 لاندلاع ثورة التحرير المظفرة المصادفة للفاتح نوفمبر ,1954 تم اختيار منطقة بوزقان لجمع شهادات نسائها المجاهدات من أجل نقلها للأجيال القادمة ونقل التضحيات التي قدمها الرجال والنساء من أجل تحرير الوطن، واختارت ''المساء'' بهذه المناسبة قرية أبويوسفن ببوزقان الواقعة على بعد حوالي 50 كلم عن ولاية تيزي وزو، والتي قدمت 30 شهيدا وشهيدة، حيث تحدثت مع نسائها اللائي شاركن إلى جانب الرجال في إخراج العدو، وعن الدور الذي لعبته كل واحدة منهن إبان الثورة، وكانت لكلّ من تحدثنا معها قصة تروي فيها الأحداث المأسوية التي عاشتها والآلام التي ذاقتها بسبب السياسة الفرنسية الوحشية الدامية التي مارست شتى أنواع التعذيب والتخريب والدمار، وهو ما كان بارزا خلال الشهادات المقدمة والتي تابعتها مشاعر مختلطة، جمعت بين القوة والشجاعة التي كانت تتميز بها المرأة القبائلية المجاهدة إبان الثورة، ومشاعر الحزن والبكاء عندما تتذكر مقاطع من أحداث بشعة اِقترفتها القوات الفرنسية. ولقد جعلت هذه الأحداث كل النساء اللواتي اِلتقينا بهن يبدعن كتابة الشعر ما يعرف ب ''أسفراي'' بمنطقة القبائل التي حفظتها النساء عن ظهر قلب، والتي تمجد فيها المجاهدين بأعمالهم البطولية وتضحياتهم التي كلها آمال بالحرية وثناء وافتخار بشهامة وقوة الرجال وصبر النساء على المحن، ووصف فرنسا بأسماء تعكس سياستها الهمجية والجهنمية التي ستنتهي لا محالة.