لا يزال مشكل العمارات القديمة الهشة مطروحا بمدينة الجزائر وضواحيها،حيث يشكل هاجس الشاغلين الذين يزداد تخوفهم كلما حل فصل الشتاء وراحت الأمطار تزيد من اهتراء وتصدع مساكنهم، مما يهدد حياتهم من اِحتمال إنهيار أي منها في أية لحظة، وتعد باب الوادي من البلديات التي تتوفر على حجم كبير من النسيج العمراني القديم الذي يعود إلى العهدين التركي والفرنسي، مما جعل المصالح الولائية تخصص لها مبلغ 23 مليار سنتيم لإعادة التهيئة. ومن خلال جولتنا ببعض شوارع باب الواد التي تُعتبر من أعرق البلديات في العاصمة، لاحظنا أن أغلبية بناءاتها التي تعود إلى الحقبة الإستعمارية مهددة بالإنهيار بسبب هشاشتها وقدمها، لاسيما بعد مخلفات الفيضانات سنة 2001 وزلزال ,2003 مثلما هو الحال بالنسبة لأحياء الزغارة والساعات الثلاث، حي سعيد تواتي 39 و,46 و6 إبراهيم عرفة، وكذا حي 15 برقية. وقد أكد السكان الذين اِلتقيناهم، أنهم يعيشون وضعية جد خطيرة بعمارات قديمة أطلقوا عليها عبارة ''عمارات الموت''، فهي مهددة بالسقوط في أية لحظة وأعرب المواطنون على تخوفهم مع اِقتراب فصل الشتاء الذي يزيد من هشاشة هذه المساكن، مضيفين أن الأمور قد وصلت إلى ذروتها ولا يمكنهم تحمّل المزيد، حيث أصبحت ظروف العيش لا تطاق، وقال ''محمد.ن'' الذي يسكن في عمارة قديمة بحي الساعات الثلاث، أن فصل الشتاء يزيد من أزمة السكان لاسيما وأن تساقط الأمطار ينجر عنه تسرب المياه إلى داخل البيوت، كما أن ارتفاع نسبة الرطوبة تتسبب في انتشار بعض الأمراض المزمنة. 31 عمارة مهددة بالإنهيار وسكانها مرشحون للترحيل ويضيف السكان الذين اِلتقيناهم أنه قد تم تنصيب لجنة على مستوى بلدية باب الوادي، قامت بإحصاء العمارات التي تحتاج للترميم وأخرى لترحيل شاغليها، والتي وصلت إلى حالة متقدمة من التدهور، حيث وصل عددها إلى31 عمارة، وهو الأمر الذي أكده رئيس المجلس الشعبي البلدي السيد حسان كتو ل ''المساء''، ومنها حي تواتي 39 و46 و6 إبراهيم عرفة، حي15 برقية، مشيرا أنه طمأن هؤلاء المواطنين بأن وضعيتهم هي محل الدراسة وأن هناك مشروعا لترحيل هذه العائلات إلى سكنات إجتماعية جديدة، إلا أن الموعد لم يتحدد بعد. وأضاف محدثنا أيضاً أن هناك 16 عمارة أخرى تحتاج للترميم تمت معاينتها من قبل أعوان المراقبة التقنية للبناء (سي.تي.سي الشلف)، مؤكدا أن أشغال الترميم ستنطلق في الأيام القليلة القادمة، خاصة أن أغلبية بناءات الأحياء الشعبية بباب الوادي تعود للحقبة الإستعمارية. وأوضح المسؤول الأول للبلدية أن المجلس الشعبي الولائي خصص مبلغا ماليا يقدر ب 23 مليار سنتيم لترميم هذه العمارات ال 16 في الأشهر القليلة القادمة، مؤكدا أن المسؤولين يسرعون في العمل، حيث تجري الإجتماعات بمكتب الدراسات التابع لديوان الترقية والتسيير العقاري ببئر مراد رايس. ووجه السيد كتو رسالة لسكان بلديته، يحثهم فيها عن ضرورة تبليغ البلدية بالمشاكل التي توجد بعماراتهم في الوقت المناسب، لتقوم المصالح المعنية بعملية الترميم قبل حدوث الكارثة. وفي الأخير، أشار مصدرنا أن البلدية قامت سنة 2008 بتوزيع 100 سكن إجتماعي كحصة أولية، ثم استفادت 100 عائلة أخرى في جوان 2011 من سكنات أيضا، ولم تسجل أي احتجاجات كون السكنات وزعت بطريقة نزيهة وعادلة، وكانت الأسبقية للمواطنين الأكثر تضررا.