تفتقر قاعات العلاج ببلدية العلمة الواقعة على بعد 32 كلم من عنابة لمختلف مستلزمات العلاج وغياب المناوبة، حيث يقتصر نشاطها على الخدمات البسيطة التي لا تلبي أدنى احتياجات المرضى خاصة منهم المصابين بالأمراض المزمنة، كما تشهد هذه القاعات الصحية اِنعداما كليا لسيارات الإسعاف، مما يضطر مرضى المنطقة للإنتقال إلى بلدية الشرفة المجاورة أو بعض البلديات الكبرى المتواجدة في عاصمة الولاية عنابة. وذكر لنا ممثلو سكان بعض قرى بلدية العلمة ومختلف العائلات الأخرى، أنهم يلجأون إلى التوجه في أغلب الأحيان نحو مستشفى دائرة عين الباردة، من أجل العلاج أو أخذ حقنة، حيث يلجأون إلى كراء سيارات''الكلاندستان'' بأثمان باهظة من أجل إسعاف ذويهم، وأشار السكان في تصريحهم ل ''المساء'' أن سيارة الإسعاف الوحيدة المخصصة للعيادة معطلة منذ أشهر عديدة، إلى جانب عدم جاهزيتها وافتقادها للأجهزة الطبية التي تسعف المرضى وتساعدهم للوصول إلى المستشفى. وقد طالب السكان -خلال شكاويهم التي رفعوها إلى رئيس المجلس البلدي- بضرورة تخصيص سيارة إسعاف جديدة مزودة بالأجهزة الطبية الحديثة لمساعدة نقل المرضى خاصة منهم ذوي الأمراض المزمنة والنساء الحوامل اللائي يضعن أجنتهن في الطريق قبل الوصول إلى المستشفى. ولا تزال أغلب قاعات العلاج الموزعة على مستوى القرى النائية والتجمعات الريفية التابعة إداريا لبلدية العلمة مغلقة إلى إشعار آخر، بسبب عزوف الأطباء والممرضين عن هذه القاعات خاصة أمام صعوبة التضاريس واهتراء الطرقات، وهي النقائص التي عجلت برحيل الأطباء، وبالتالي بقاء مثل هذه المنشآت الصحية هياكل بدون روح، رغم مرور سنوات عديدة عن إنجازها، هذه الوضعية جعلت سكان المداشر يتنقلون يوميا إلى العيادات متعددة الخدمات التي تتركز في المناطق الكبرى للولاية؛ منها الحجار والبوني، من أجل إجراء بعض الكشوفات الصحية، أخذ الحقن وبعض الإسعافات الأولية أو التلقيح.