يشهد المستشفى الجهوي بدائرة عين الباردة، ولاية عنابة، نقصا كبيرا في الأطباء المختصين في أمراض النساء والتوليد، خاصة أمام الغياب شبه الكلي لأطباء التخدير والإنعاش، مما تسبب في تسجيل مضاعفات صحية وسط المريضات خاصة اللواتي يعانين من الأمراض المزمنة، إلى جانب الإقبال الواسع للنساء الحوامل اللائي يتوافدن من المناطق النائية والقرى المجاورة من أجل العلاج، بدل الذهاب إلى عاصمة الولاية نظرا لنقص المواصلات وبُعد المسافة على طول 35 كلم. وأمام التوافد المحسوس للمرضى من الجهات الأربعة على هذا المستشفى، عجز الأطباء عن الإفراج عن ألف عملية منتظرة منذ 6 أشهر، الأمر الذي أثر سلبا على نوعية الخدمات وزاد في حدة الضغط على الموظفين وكذلك المستخدمين، حيث تشير الأرقام الأخيرة إلى تسجيل حوالي 500 ولادة في الشهر؛ منها 100 عملية قيصرية، في حين تسجل نفس العيادة من 6 إلى 10 عمليات متنوعة خلال كل 24 ساعة، زيادة على الفحوصات والخدمات الأخرى، خاصة تلك التي لها علاقة بأمراض النساء، مما ساهم في تزايد الاكتظاظ في غرف العمليات وتعرض المريضات إلى الخطر. وفي سياق متصل، انعكس الغياب شبه الكلي لأطباء التخدير على نوعية الخدمات المقدمة، إذ عادة ما تعاني الحوامل من هذه المشكلة خاصة المقبلات على الوضع، فيضطر المسؤولون والقائمون على العيادة إلى استجداء أطباء التخدير من مستشفى ابن رشد بعاصمة الولاية، إلا أن هؤلاء الأطباء يغادرون مباشرة بعد الانتهاء من العملية، حيث يرفضون البقاء في عيادة التوليد بعين الباردة، وذلك بحجة نقص التجهيزات الطبية وضيق غرف العمليات، إلى جانب نقص وسائل النقل خاصة أن هؤلاء الأطباء يقطنون بعاصمة الولاية.