كشفت مصادر من مكتب الدراسات والهندسة ''سو'' بقسنطينة عن الانطلاق في برنامج ترحيل سكان الأحياء القصديرية والهشة عبر كامل تراب الولاية بدءا من منتصف شهر ديسمبر الجاري تزامنا مع العطلة الشتوية حتى يتسنى لتلاميذ العائلات المرحلة الاندماج في الوسط المدرسي مباشرة بعد العودة إلى الدراسة. وسيكون سكان شاليهات سوطراكو بالقطاع الحضري البير أول المستفيدين من عملية الترحيل التي ستمس أزيد من 60 تجمعا سكانيا قصديريا وبناءات هشة بولاية قسنطينة، حيث أكد مكتب الدراسات والهندسة ''سو'' أن العملية ستشمل في بدايتها 650 عائلة من سكان السوطراكو على أن تتبعها عمليات متتالية حسب جاهزية السكنات الجديدة بالمدينة الجديدة علي منجلي، حيث تمت برمجة كل من تجمعات أرض مزيان، أرض خطابي وبودراع صالح في المرحلة الثانية التي من المفروض أن تكون في الأسبوع الثاني من العطلة الشتوية. وقد باشر سكان حي سوطراكو المعنيون بالشطر الأول من عملية الترحيل بتسديد مستحقات الشقق التي تحصلوا عليها بالوحدتين الجواريتين 13 و18 بفرع ديوان الترقية والتسيير العقاري، قبل أن يشرعوا في نقل أمتعتهم إلى الشقق الجديدة التي ستضمن لهم حياة كريمة بعيدا عن شاليهات الأميونت التي تسببت لهم في العديد من الأمراض مختلفة. للإشارة؛ فقد أنجزت شاليهات السوطراكو بقسنطينة بالقطاع الحضري البير سنة 1979 كمنطقة عبور على أن لا تتجاوز مدة الإقامة بها 5 سنوات، لكن الأمر لم يتم، وتم ترحيل جزء منهم بتعداد 452 عائلة على شطرين بين 1994 و1995 لتبقى 283 عائلة دون إسكان تواجه هشاشة السكنات التي تحولت إلى أدغال لمختلف الحيوانات الخطيرة والحشرات، ومن جهة أخرى انتشار الأمراض المزمنة بسب نوعية السكنات والمواد المصنوعة بها، خاصة مادة الأميونت التي أدت إلى تسجيل 40 حالة سرطان بهذا الحي بين 1998 و2009 حسب إحصائيات قام بها السكان، ناهيك عن ظهور أمراض أخرى كالحساسية والربو، كما أن عدد العائلات تضاعف بسبب زواج الأبناء.