كشف وزير الصناعة والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة وترقية الاستثمار السيد محمد بن مرادي، أمس، عن اهتمام الجزائر بتطور تجربة كوريا الجنوبية في مجال المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، داعيا الإطارات الجزائرية إلى تحديد مجالات شراكة جديدة وفتح فضاءات للتشاور ما بين رجال أعمال البلدين تحضيرا للدورة التاسعة ل''تاسك فورس'' المتوقع لشهر ماي المقبل بكوريا الجنوبية، مع التحضير لإنشاء المركز الجزائري للتكنولوجيات المتقدمة، من جهته، أبدي سفير كوريا الجنوبية بالجزائر السيد شوا سونغ جو نية حكومته لتنويع العلاقات ووضع الخبرة والتجربة الكورية تحت تصرف الحكومة الجزائرية لتطوير طاقات المؤسسات الصغيرة والمتوسطة. وسمح الملتقى الدولي المنظم بالنادي الوطني للجيش على مدار يومين حول الشراكة الاستراتيجية بين الجزائر وكوريا الجنوبية بعد 5 سنوات بجمع العديد من الباحثين ورجال الأعمال الجزائريين بنظرائهم من كوريا الجنوبية لبحث فرص تطوير عدد من المؤسسات الصغيرة والمتوسطة على ضوء طلبات السوق الوطنية، وبالمناسبة، نوه وزير الصناعة بنوعية العلاقات التي تربط البلدين، مشيرا إلى أن الشراكة بين الجزائر وكوريا الجنوبية ''فريدة من نوعها وتحمل العديد من الآمال''، خاصة بعد أن ارتفع حجم المبادلات التجارية من 10 آلاف دولار سنة 1999 إلى أكثر من 4,1 مليار دولار سنة ,2011 وذلك على خلفية التوقيع على اتفاق شراكة إستراتيجية ما بين البلدين سنة 2006 . وبخصوص التجربة الصناعية الكورية أشار الوزير إلى أن الجزائر تتابع عن قرب تطور النشاط الاقتصادي وتنوي اليوم استغلال المعارف والخبرات في القطاع الصناعي الجزائري بهدف تطويره مستقبلا، مؤكدا أن كوريا الجنوبية تصدر سنويا 800 مليون دولار من منتجات الخدمات إلى الأسواق العالمية وبالنظر إلى نتائج الثلاثية السابقة فقد حان الوقت للاهتمام أكثر بنشاط الصناعات الصغيرة والمتوسطة التي تعد العمود الفقري للاقتصاد الجزائري ، وعليه تنوي الوزارة من خلال هذا اللقاء تقريب الرؤى وطرح انشغالات المتعاملين الجزائريين على الخبراء والمتعاملين الكوريين بغرض إيجاد حلول لها. وعن لقاءات رجال أعمال البلدين من القطاع العام والخاص تحت غطاء ''تاسك فورس''، أشار ممثل الحكومة إلى أنه مثمر جدا بالنظر إلى مجموع الاتفاقات المبرمة على الهامش والتي تخص قطاعات الفلاحة، الصيد البحري، تكنولوجيات الإعلام والاتصال والصناعات الصغيرة والمتوسطة، وفي المستقبل القريب سيتم إنشاء، بالتعاون مع الطرف الكوري، أول مركز جزائري للتكنولوجيات المتقدمة لتطوير جميع القطاعات وإدراج الحلول التكنولوجية للنهوض بها، منوها على صعيد آخر بدورات التدريب التي تسهر عليها وكالة ''كويكا'' التي دربت 700 إطار جزائري من بينهم 240 إطارا ساميا. من جهته، أكد وزير الخارجية السيد مراد مدلسي في رسالة قرأها عنه الأمين العام للوزارة السيد بوجمعة قرني أنه على رجال الأعمال الجزائريين تحديد مشاكلهم في مجال تطوير الصناعة بغرض استغلال كل القدرات المتاحة أمام الجزائريين لبناء شراكة مثمرة، مشيرا إلى أن كوريا شريك مهم بالنسبة للجزائر في قارة آسيا وبالمقابل الجزائر تحتل مكانة هامة بالنسبة لكوريا من منطلق أنها بوابة إفريقيا وأوروبا بالنسبة لكوريا. من جهته، أبدى سفير كوريا الجنوبية السيد شوا سونغ جو نية حكومته في وضع جميع الخبرات والمعارف تحت خدمة الطرف الجزائري، داعيا رجال الأعمال إلى تحديد قائمة من الطلبات بالنسبة لدورة ''تاسك فورس'' القادمة، وفي هذا الإطار صرح رئيس فوروم رؤساء المؤسسات السيد رضا حمياني ل''المساء'' أن مجالات الشراكة في قطاعات البناء، صناعة السفن، تهيئة الموانئ والطاقات المتجددة ستكون محور المناقشات، داعيا الحكومة الجزائرية إلى وضع ثقتها في خدمات المؤسسات الصغيرة والمتوسطة مع رفع إشكالات البيروقراطية الإدارية من خلال وضع تواريخ محددة للحصول على كل أنواع التصاريح التي تدخل في إطار تطوير نشاط هذه المؤسسات، مؤكدا أن الخبراء الاقتصاديين يؤكدون أنه في حدود 2030 ستنخفض أسعار البترول وعليه يجب السهر على تطوير نشاط المؤسسات الصناعية وقطاع الخدمات بشكل عام وذلك على ضوء التجربة الكورية.