المخابرات الجزائرية زرعت جواسيسها في قلب الرئاسة الفرنسية كشف أحد رفاق المجاهد الرمز عبد الحفيظ بوالصوف، وهو الحاج السعيد حملاوي المعروف بكنية "أبي علي" أول أمس، أن العقيد الراحل كشف له خلال لقاء جمعهما قبل 12 يوما فقط من وفاة مؤسس المخابرات الجزائرية في 30 ديسمبر 1980، بأنه تمكن من زرع جواسيسه حتى داخل مفاصل مؤسسة الرئاسة الفرنسية. وأوضح عمي السعيد على هامش ندوة حول المجاهد بوالصوف احتضنتها ولاية ميلة بمناسبة الذكرى الثلاثين لوفاته، أن الراحل بوالصوف أكد له أنه تمّكن بفضل هؤلاء الجواسيس من تتبع ما كان يدور خلال مفاوضات "إيفيان" بالتفصيل عن طريق إحدى مخابراته التي كانت تعمل بالرئاسة الفرنسية، وهو ما أدهش الوفد الجزائري المفاوض آنذاك حين أطلعهم على ما دار أثناء المفاوضات حتى قبل أن يخبروه بمحتواها خلال لقائهم به في تونس، وأكد عمي السعيد أنه التقى عدة مرات بعد الاستقلال بالمجاهد بوالصوف الذي قرر اعتزال السياسة بعد سنة 1962 .من جهة وبخصوص الاتهامات التي دارت حول بوالصوف بسبب مقتل "عبان رمضان" قال عمي السعيد أنه سأل بوالصوف في الموضوع فكان رد هذا الأخير أن مجلس الثورة هو الذي فصل في أمر عبان وليس بوالصوف، وأنه فضل عدم الدخول في الصراع الذي حصل عشية الاستقلال بين الإخوة الفرقاء ليتفرغ بذلك لعائلته الصغيرة، مفضلا ممارسة التجارة على السياسة، كما كشف المتحدث أن الراحل بوالصوف كان يعّد لمرحلة ما بعد الاستقلال بتكوين الإطارات التي تتكفل بتسيير شؤون البلاد في مختلف القطاعات، وأنه كوّن في هذا الصدد 900 إطار في العديد من البلدان والتي اضطلعت بعد الاستقلال بمهمة تسيير البلاد في مختلف المجالات، وفيما يخص العلاقة التي كانت تجمع بين الراحل عبد الحفيظ بوالوصف والرئيس بومدين أكد عمي السعيد أنها كانت مبنية على الاحترام الكبير الذي يكنه بومدين لبوالصوف حيث كان يناديه بكلمة "المعلّم" كما سمعه عمي السعيد في العديد من المرات .وقد كان عمي السعيد حسبما أكده للنصر من القلائل الذين حضروا يوم وفاة بوالصوف بالعاصمة، حيث طلبوا من الرئيس الشاذلي آنذاك أن يحظى المجاهد الراحل بجنازة رسمية أو أن يتم تحويل جثمانه ليدفن بميلة، وكان رد الشاذلي بالموافقة على دفنه بمربع الشهداء بمقبرة العالية، حيث أكد عند وقوفه على جثمان بوالصوف أن تاريخ الرجل مشهود به داخليا وخارجيا.وخلال هذه الندوة التي احتضنتها دار الثقافة بميلة، والتي شهدت العديد من المداخلات ومنها محاضرة الدكتور مزهود الذي أبرز صفات مؤسس المخابرات الجزائرية، ناشد والي الولاية عائلة الفقيد بالتخلي عن المنزل الذي شهد ميلاد الراحل وطفولته والكائن بمدينة ميلة القديمة، وذلك لتحويله إلى متحف خاص بهذا القائد الذي كانت بصماته بارزة في الثورة التحريرية .