تنظم المدرسة العليا للأساتذة ببوزريعة أواخر شهر جانفي الجاري الملتقى الوطني الرابع حول مؤسسات التعليم الجزائرية ودورها في البناء الوطني في الفترة ما بين 1830 إلى ,1962 بمشاركة مؤرخين وباحثين وأساتذة في التاريخ القديم والمعاصر سيعكفون على تقييم دور هذه المؤسسات التعليمية في تمكين ثقافة المقاومة الذاتية والتصدي لسياسة المسخ والإدماج التي راهنت عليها سياسة الاحتلال الفرنسي. وسيتناول المشاركون في إطار أشغال هذا الملتقى الذي يحتضنه مخبر التاريخ والحضارة والجغرافيا التطبيقية بالمدرسة العليا للأساتذة ببوزريعة بالعاصمة يومي 22 و23 جانفي 2012 تحت رعاية وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بالتحليل والنقاش مختلف الحقبات التاريخية التي عرفتها الجزائر منذ احتلالها من قبل الاستعمار الفرنسي ''1830-''1962 إلى جانب هياكل ومؤسسات التعليم التي شهدتها تلك الفترة باعتبارها كانت تمثل الوعاء الحضاري للبشرية بمختلف مرجعياته ومكوناته الفكرية والدينية والاجتماعية والسياسية. كما سيحاول هؤلاء المختصون تسليط الضوء أكثر على خصوصيات هذه المعالم الأثرية العلمية، لاسيما من ناحية صمودها كقلاع فكرية وأقطاب إشعاعية ساهمت بقسط كبير في تنوير الجزائريين وتلقينهم ثقافة الاستماتة والتحدي في الحفاظ على مقومات الهوية والشخصية الوطنية رغم همجية الاستعمار. كما سيكون التركيز في هذا الشأن على دور المؤسسة التعليمية والعلماء الجزائريين في المجابهة الثقافية التي ميزت تاريخ الجزائر الثقافي بالرغم من حملات التهجير والنفي التي طالت هؤلاء العلماء. ومن جهة أخرى، يهدف هذا الملتقى إلى تشخيص الوضع الثقافي في الجزائر عشية إنهاء العهد العثماني مع إبراز دقيق لمختلف الهياكل الخاصة بالتعليم إبان الفترة الاستعمارية للاحتلال الفرنسي إلى جانب التعرف على مضامين المدرسة الجزائرية خلال فترة الاحتلال وإبراز جهود وإسهامات هذه القلاع في المحافظة على الشخصية الوطنية. كما سيكون هذا الملتقى فرصة هامة للتعرف على العلاقة التي كانت قائمة بين الهياكل التعليمية الوطنية ونظيراتها في الوطن العربي، مع تشجيع فتح باب الحوار والتفاعل بين الباحثين وبعض الاطارات التي كانت مشرفة وفاعلة في بعض المدراس والمعاهد العليا في تلك الفترة. وسيتخلل أشغال هذا الحدث الوطني الهام عدة ورشات وندوات وموائد مستديرة ينشطها مؤرخون وأساتذة في التاريخ يناقشون خلالها هذه النقاط وأخرى، مع تعزيز أشغال هذه الورشات بأشرطة وثائقية وأفلام فيديو لها صلة بموضوع الملتقى.