عاد الرئيس السوري بشار الأسد ليؤكد أمس أن بلاده ستخرج ''منتصرة'' مما وصفها ب''المؤامرة'' التي أحيكت ضدها واتهم خلالها أطرافا إقليمية وداخلية بالوقوف وراءها سعيا منها لزعزعة استقرار نظامه. وفي ظهور مفاجئ له في ساحة الأمويين في قلب العاصمة دمشق قال الرئيس الأسد أمام عشرات الآلاف من أنصاره ''سوف ننتصر من دون أي شك ... مؤامرتهم قاربت على نهايتها'' ورد جموع المحتشدين ''بالروح بالدم نفديك يا بشار''. وأضاف الأسد في ثاني ظهور له في اقل من 24 ساعة ''عندما علمت أنكم قررتم النزول إلى الشوارع في عدد من الساحات بعدد من المحافظات شعرت برغبة عارمة أن أكون معكم في هذا الحدث وأردت أن نكون معا في ساحة الأمويين في قلب دمشق عاصمة المقاومة والتاريخ.. ولمن لا يقرأ التاريخ ليتعلم منها''. وفي إشارة واضحة إلى عدم وجود أدنى نية لديه في التنحي من الحكم كما تطالب بذلك المعارضة قال الرئيس الأسد ''أتيت إلى هنا لأستمد منكم القوة، فبفضلكم لم اشعر أبدا بالضعف''. وجاءت تصريحات الرئيس السوري وردود الفعل على خطابه أول أمس لا تزال مستمرة خاصة بعد ان رأت فيه المعارضة انه إعلان واضح للحرب و''تحريض على استمرار أعمال العنف'' في البلاد. كما تزامنت مع الاتهامات التي وجهها احد المراقبين العرب الذي استقال من بعثة الملاحظين إلى سوريا بإتجاه النظام في هذا البلد بارتكاب جرائم. وبرر أنور مالك قراره بعملية ''التضليل التي تعرض لها المراقبون بعد أن أقدمت السلطات السورية على فبركة غالبية الامور التي وقفنا عليها من اجل منع الجامعة العربية من اتخاذ موقف ضد دمشق''. ويرى العديد من المحللين ان الرئيس الأسد يلعب على عامل الوقت من خلال استغلاله للانقسامات الحاصلة على مستوى المعارضة والدول العربية والمجموعة الدولية بشأن كيفية التعامل مع الازمة السورية التي تشابكت خيوطها مما زاد من صعوبة حلها. وبحسب هؤلاء فإن انقسام المعارضة في وقت تريد فيه بعض الدول العربية اتخاذ مواقف أكثر حزما إزاء دمشق ورفض دول أخرى لهذا الطرح وعدم وجود إجماع على المستوى الدولي بسبب الموقف الروسي الداعم للنظام السوري مكن الرئيس الأسد من البقاء في منصبه. من جانبه عقد مجلس الأمن الدولي مشاورات مغلقة حول الأوضاع في سوريا ليلة الثلاثاء إلى الأربعاء تم التأكيد خلالها على ضرورة تعجيل أعضاء المجلس باستصدار قرار حول هذا البلد.وجدد رئيس المجلس للشهر الحالي السفير الألماني لدى الأممالمتحدة بيتر فيتيغ الدعوة إلى توجيه رسالة عاجلة وموحدة من مجلس الأمن إلى السلطات السورية، مشددا على أهمية إجراء مفاوضات جادة حول إصدار قرار من المجلس حول سوريا. وأعرب فيتيغ عن عدم الرضى إزاء عدم تحقيق تقدم بشأن مشروع القرار الروسي وقال إنه وعدد من الأعضاء كانوا قد حثوا روسيا على التعجيل بالمفاوضات قبل رأس السنة إلا أن ذلك لم يتحقق. وجاءت مشاورات مجلس الامن الدولي بالتزامن مع فرض العربية السعودية لعقوبات اقتصادية ضد سوريا وفقا لقرار الجامعة العربية نهاية نوفمبر الماضي بفرض عقوبات على دمشق لحملها على الامتثال للمبادرة العربية لاحتواء المعضلة السورية.وذكرت صحيفة ''الوطن'' السورية ان ''تمثيلية العربية السعودية والجامعة العربية في القاهرة أرسلت برقية رسمية أمس أكدت فيها ان المملكة بدأت في تطبيق القرار الذي تبناه وزراء خارجية الدول العربية بخصوص فرض عقوبات اقتصادية ضد سوريا''. وأضافت الصحيفة ان ''العقوبات المفروضة من قبل المملكة يشرع في تطبيقها انطلاقا من تاريخ إرسال البرقية''.