اختتم نهاية الأسبوع المنصرم معرض الحرف اليدوية المنتظم بمركز التسلية العلمية بالجزائر الوسطى، والذي ضم عشرات الفنانين والحرفيين الذين يتحينون في كل مرة فرصة لإظهار إبداعاتهم للجمهور الذي يقف من جهته على لمسات كل فنان ومبدع. حمل هذا المعرض، بحسب السيد بن ساعدية محمد مدير مركز التسلية العلمية، هدف الترقية السياحية للمنتوج الوطني التقليدي، وقد اختار منظموه وقت العرض آخر أسبوع لديسمبر2011 إلى غاية منتصف جانفي الجاري، مع اختيار ''هدايا نهاية السنة'' عنوانا له. وتضمن مناسبة الإحتفال برأس السنة الأمازيغية. وعرف المعرض -بحسب المدير- إقبالا ملحوظا جعله يمدد زمن العرض ويسمح بالتالي للعارضين للالتقاء بالزبائن، واستماع كل طرف لرأي الآخر. وبمكان العرض اِلتقت ''المساء'' مع السيدين بولعشاب طارق ومراد زيري الحرفيين في صناعة الجلود، وقد عرضا تشكيلة واسعة من المنتوجات الجلدية المصنوعة يدويا، ومنها الخف المغاربي المعروف ب''البابوش''، عرضت بألوان كثيرة تتماشى مع روح العصر الحديث، خاصة وأن المرأة الجزائرية تبحث عن التجديد ولكنها تتمسك بالأصالة كذلك، وفي معرض حديثه، يقول الحرفي بولعشاب، وهورئيس الغرفة التقليدية لولاية الجزائر؛ إن المادة الأولية تبقى دائما حجر عثرة أمام الحرفي لقلّتها. وتحدث عن الجلد الطبيعي المصنوع منه الحقائب والأحذية المتنوعة والأحزمة وصناعة بعض أدوات الرياضة، وقال إن قلته وغلائه يدفعانه لاسترجاع بقايا الجلود حتى لا تضيع المادة الأولية. وقال إن الإقبال طوال أيام العرض كان ملحوظا، ولفت إلى أن انعدام وجود أماكن بيع المنتوجات الجلدية وقلة المادة الأولية، من المصاعب الأساسية التي يواجهها حرفيوالجلود، ولكن توارثها في نطاق العائلة الواحدة مكنتها كحرفة من الصمود في وجه الصعوبات وضد تيار العصرنة. ويؤكد بولعشاب أن رغم هذا وذاك، إلا أن إقبال الشباب على تعلم الحرف التقليدية جدير الإشارة إليه، ''لقد وقفنا على تكوين شباب وشابات في صناعة الجلود ورافقناهم للإستفادة من دعم لفتح ورشهم الخاصة، وبالتالي تدعيم هذه الحرفة وطنيا، وهذا كله للتأكيد على أهمية الحرفة واستقطاب الأنظار نحوها''، يقول بولعشاب. ومن جهته يتحدث مراد زيري حرفي في الجلود عن ''البابوش''، موضحا أنه مغاربي وليس مغربيا، أي أنه لا يختص بدولة المغرب وإنما بكل دول المغرب العربي، يقول: ''الجزائر دولة من هذه المنطقة التي تتداخل فيها عادات الأكل واللباس، ولا يمكن الجزم حقيقة بأن ''البابوش'' يختص بدولة من هذه المنطقة دون أخرى. كما أنه خف لبسه العثمانيون والإيرانيون، وما يزال منتشرا في هذه المجتمعات إلى اليوم، ونحن هنا نعرض تشكيلة واسعة منه، وقد أدخلت عليها تعديلات وتجديدات تماشي العصر الحديث، ومنها الألوان الشبابية والكلاسيكية حتى يمكن ارتداؤه يوميا وليس محصورا في المناسبات فقط، كما أضفنا ل''البابوشة'' كذلك حقيبة اليد حتى تكون أكثر أناقة''.