تتجه جامعة الدول العربية في اجتماع وزراء خارجيتها اليوم بالقاهرة إلى تمديد مهمة بعثة مراقبيها إلى سوريا شهرا إضافيا رغم الانتقادات اللاذعة التي طالت ملاحظيها من طرف المعارضة السورية. وقال علي جروش مساعد رئيس خلية الجامعة العربية المكلفة بالمهمة ان ''كل المعطيات تشير إلى انه سيتم تمديد مهمة بعثة المراقبين العرب إلى سوريا لشهر آخر على اعتبار أن شهرا واحدا الذي استغرقته المهمة الأولى لم يكن كافيا لأنه خصص للتحضيرات اللوجيستية''. ويعكف وزراء خارجية الدول العربية في اجتماعهم الطارئ اليوم بمقر الجامعة على بحث مسألة تمديد مهمة البعثة على ضوء التقرير النهائي الذي أعده رئيس البعثة الجنرال السوداني احمد مصطفى الدابي بعد شهر من الشروع في مهمتها بسوريا. من جانبه أعلن مسؤول عربي رفض الكشف عن هويته انه سيتم رفع تعداد المراقبين إلى 300 ملاحظ حتى يتم تغطية كامل التراب السوري وأضاف ان ''العديد من الدول العربية رفضت فكرة إرسال قوات عربية إلى سوريا التي طرحها أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني''. وهي الفكرة التي كانت عارضتها دمشق بشدة إلى درجة أنها اتهمت الدوحة بتسليح وتمويل الجماعات المسلحة التي يؤكد النظام السوري أنها مسؤولة عن عمليات القتل في البلاد. وتقاطعت تصريحات هذين المسؤولين مع موقفي وزيري خارجية كل من تونس ومصر رفيق عبد السلام ومحمد عمر على التوالي خلال لقائهما بالقاهرة حيث أكدا على ضرورة تسوية الازمة السورية عن طريق مبادرة الجامعة العربية وذلك من اجل تفادي أي تدخل خارجي أو تدويل للازمة التي دخلت شهرها العاشر دون أفق لتسويتها. وفي محاولة منه للتأثير على قرار الجامعة العربية حل رئيس المجلس الوطني السوري المعارض برهان غليون أمس بالقاهرة للقاء الأمين العام لجامعة نبيل العربي لمطالبته ب''تحويل الملف السوري الى مجلس الأمن الدولي''. وقال محمد سرميني المتحدث باسم المجلس الوطني السوري المعارض ان غليون سيؤكد للأمين العام العربي ان تقرير بعثة الملاحظين العرب لا يتوافق مع الوضع الحقيقي في سوريا بمبرر ان ''النظام يرتكب إبادة وجرائم ضد الإنسانية'' وكان من المفروض ان ''يفرق التقرير بشكل واضح بين الضحية والجلاد''. وتصر المعارضة السورية على ضرورة تدويل الازمة بعدما اعتبر ان مهمة الملاحظين العرب فشلت في وقف حمام الدم المستمر في سوريا وقالت ان وتيرة العنف والقتل تصاعدت بشكل لافت منذ مجيئ هؤلاء المراقبين مشيرة الى سقوط مئات القتلى في الفترة التي تزامنت مع بدء مهمة الملاحظين. وبينما تتصاعد حدة الجدل بخصوص تقرير بعثة الجامعة العربية خرجت مؤسسة الأزهر الشريف من صمتها أمس مطالبة القادة العرب باتخاذ إجراءات جادة وسريعة لوقف إراقة دماء السوريين.