أعلنت المنظمة الوطنية للمجاهدين أن مؤتمرها الوطني الحادي عشر سيعقد يومي 17 و18 مارس القادم، داعية الأسرة الثورية إلى مواكبة ''التحديات الراهنة التي تحيط بالجزائر''. وخلال ملتقى جهوي للعاصمة مخصص لتحضير المؤتمر الحادي عشر، أشار الأمين العام للمنظمة الوطنية للمجاهدين السيد سعيد عبادو في مداخلته إلى ضرورة أن يكون ''هذا المؤتمر في مستوى عظمة ثورة نوفمبر وفي مستوى التحديات الراهنة التي تحيط بالجزائر. وأكد السيد سعيد عبادو أن المؤتمر سيعبر بقوة عن إرادة المجاهدين في النضال والعمل لتبليغ رسالة نوفمبر للأجيال الصاعدة والمساهمة بفاعلية إلى جانب هذه الأجيال لبناء الجزائر. مضيفا أن المؤتمر سيرد بقوة على جميع المناورات التي تستهدف الجزائر وتريد الإساءة لتاريخها وثورتها، ويبين بأن ثورة نوفمبر لا تزال متواصلة بالتعاون مع أبناء الوطن للإبقاء على جزائر موحدة متمسكة بمبادئ ثورتها. وألح المجاهدون على ضرورة استفادة الأسرة الثورية من الإصلاحات التي تعرفها البلاد، وذلك من خلال مراجعة قانونها الأساسي والمطالبة بتطبيق بعض مواد قانون المجاهد والشهيد، مع إدخال تغييرات تحفظ حقوق الأسرة الثورية وتحمي التاريخ من كل محاولات التشويه ومحو الذاكرة الثورية. دعا مكتب ولاية الجزائر العاصمة رئيس الجمهورية إلى توسيع إصلاحاته لتشمل الأسرة الثورية، حيث أكد أعضاء المكتب في الندوة التحضير للمؤتمر الحادي عشر، أن هذا المؤتمر يأتي في ظرف استثنائي يتميز بوجود إرادة سياسية قوية تترجمها الإصلاحات التي أعلن عنها رئيس الجمهورية لتحقيق التعددية والديمقراطية. وذكر تقرير المكتب بأن ''هذه الإصلاحات لا يجب أن تقتصر على الأحزاب والجمعيات فقط بل يجب أن تستفيد منها الأسرة الثورية أيضا التي لا بد أن تكون في مقدمة التغيرات الراهنة''. وسيرفع القانون الأساسي الذي سيعرض للمصادقة خلال المؤتمر القادم مجموعة من المطالب تؤكد على مراعاة روح التغيير دون اعتباره حدثا عابرا لا يهم فئة المجاهدين، مع التأكيد على حماية حقوق كل أفراد الأسرة الثورية. وفي الشق التاريخي، نددت المنظمة بما أسمته التهميش الذي طال بعض المحطات التاريخية على مستوى العاصمة كمركز المنظمة الخاصة ببلكور سابقا أي بلوزداد حاليا، ومنزل دريش الياس الذي انعقد فيه اجتماع مجموعة ال22 التاريخي، بالإضافة إلى مكان انعقاد اجتماع القادة الستة ببئر مراد رايس، وهي أماكن طالب المجاهدون بإعادة ترميمها لتبقى شاهدة عن تاريخ أعظم ثورة في العالم وتحويلها إلى متاحف تكون شاهدة على أحداث الثورة، مع إعادة ترميم مراكز التعذيب التي انهارت لتبقى هي الأخرى شاهدة على وحشية الاستعمار الفرنسي والإجرام الذي ارتكبه في حق الشعب الجزائري. كما ألح مجاهدو العاصمة على ضرورة إقامة معالم تاريخية تخليدا للشهداء الأبرار في كل بلدية، تدون عليها أسماء شهداء تلك البلدية الذين وهبوا أنفسهم للوطن، مع إقامة نصب تذكاري يضم أسماء شهداء بساحة الشهداء بالعاصمة. حتى يتمكن كل من يزور الجزائر من الاطلاع على تاريخها من خلال زيارة هذه المواقع. ومن الناحية الثقافية طالبت منظمة المجاهدين بتنشيط المجالس العلمية وكتابة التاريخ بكل نزاهة مع متابعة كل ما يكتب حول تاريخ الجزائر من 1830 إلى 1962 في المنظومة التربوية وغيرها. مع مطالبة الإعلام ببرمجة مواضيع وحصص إذاعية وتلفزيونية تروي تاريخ الثورة والجزائر المستعمرة مع روبورتاجات وأفلام وثائقية تساهم في حفظ التاريخ وحمايته من التشويه والتحريف. وطالب مجاهدو العاصمة الإدارة بتطبيق العديد من مواد القانون الحالي الخاص بهم، مثل الاستفادة من حصة السكنات الاجتماعية وفقا لما ينص عليه القانون بتخصيص حصة 20 بالمائة من هذه السكنات للمجاهدين وذوي الحقوق وأبناء الشهداء. وفي الشق الاجتماعي دائما، دعت منظمة المجاهدين للتكفل الفعلي بالمجاهدين وباقي الفئات الثورية لتمكين الجميع من الاستفادة من مجانية الأدوية، وتجنب ما وصفته بسياسة الكيل بمكيالين فيما يخص العلاج خارج الوطن والاستفادة من الأعضاء الاصطناعية لمعطوبي الحرب والمحكوم عليهم بالإعدام.