الدرك يستحدث مركزا إعلاميا لمتابعة حركة المرور وتنسيق التدخلات شددت مصالح الدرك الوطني على السائقين ضرورة احترام قانون المرور والابتعاد عن المجازفة بعد تسجيل ارتفاع عدد الحوادث السنة الفارطة مقارنة مع سنة 2010 حيث كشفت آخر حصيلة لنشاط قسم أمن الطرقات أن العامل البشري هو المتسبب الرئيسي في وقوع حوادث المرور بنسبة 66,89 بالمائة، ناهيك عن عدم تطبيق نظام التبادل في السياقة بالنسبة للشاحنات وحافلات نقل المسافرين وهو ما تسبب في وقوع 25023 حادث مرور السنة الفارطة مقابل 19402 حادث سنة 2010 بزيادة قدرت ب97,28 بالمائة. من جهة أخرى يتم حاليا متابعة وضعية سير حركة المرور عبر مركز الإعلام وتنسيق المرور على مستوى المعهد الوطني للإجرام والأدلة الجنائية الذي يستغل كاميرات المراقبة المنصبة ب11 ولاية ساحلية لتسهيل عمليات التدخل وفك الخناقات المرورية. استغل العقيد شنوقة ضاوي رئيس مصلحة أمن الطرقات بقيادة الدرك الوطني فرصة تنظيم ندوة صحفية حول حصيلة نشاط امن الطرقات بمقر المعهد الوطني للإجرام والأدلة الجنائية ليؤكد مرة أخرى أن تهور السائقين وعدم احترام قانون المرور لا يزال يحصد الكثير من الأرواح. مشيرا إلى انه خلال السنة الفارطة سجل وفاة 3831 شخص بزيادة عن سنة 2010 تقدر ب27 بالمائة بالإضافة إلى إصابة 44936 بجروح متفاوتة أغلبيتهم يعانون اليوم من إعاقات دائمة، وهي الأرقام التي جعلت مصالح الدرك تستخلص أن الجزائر تحصي يوميا 69 حادث مرور مع وفاة 10 أشخاص وجرح 123 آخرين. وخلال العرض الذي قدم حول نشاط وحدات امن الطرقات أكد العقيد شنوقة ضاوي أن أغلبية السائقين المتسببين في حوادث المرور المميتة تتراوح أعمارهم بين 25 و34 سنة وهو ما يؤكد أن شغفهم بالعجلات الأربعة وحبهم للسرعة المفرطة يجعلهم عرضة للأخطار، ورغم كل أساليب الردع التي تعود إليها مصالح الأمن إلا أن ذلك لم يعد كافيا حيث سجل بولاية سكيكدة يوم 09 أكتوبر الفارط 13 قتيلا و15 جريحا في حادث مرور واحد، أما ولاية جيجل فقد سجلت يوم 10 سبتمبر 11 قتيلا وجرح 16جريحا في حادث مرور واحد، علما أن البيانات المجمعة تؤكد أن 76,41 بالمائة من حوادث المرور تسجل خلال فصل الصيف. من جهة أخرى كشف المتحدث عن ارتفاع عدد حوادث المرور عبر الطريق السيار شرق-غرب حيث سجل السنة الفارطة 1255 حادث مقابل 813 سنة ,2010 وهو الأمر الذي استدعى من وحدات الدرك الوطني رفع عدد الدوريات واستغلال كاميرات المراقبة والخط الأخضر للتدخل السريع، علما أن مصالح الدرك تراقب اليوم 80 بالمائة من الشبكة الوطنية للطرقات التي تمتد على مسافة تزيد عن 114 ألف كيلومتر تسير عبرها 1,6 مليون مركبة منها 58 بالمائة عربات سياحية. وبخصوص اتساع ظاهرة تورط حافلات نقل المسافرين والشاحنات في حوادث المرور الأليمة أشار العقيد شنوقة إلى أن عربات النقل المشترك تسببت في 6819 حادث مرور وهو ما يمثل 25,27 بالمائة من حصيلة حوادث المرور، كما تسببوا في مقتل 1527 شخص وجرح 14675 آخرين، مرجعا سبب حوادث المرور إلى عدم احترام قانون المرور والإرهاق الذي يعاني منه السائقون خلال المسافات الطويلة. وعن المخالفات التي تم تحريرها السنة الفارطة فقد سجل أكثر من 323 ألف جنحة و90 ألف مخالفة بالإضافة إلى أكثر من 545 ألف غرامة جزافية مع سحب قرابة 194 رخصة سياقة وتحرير أكثر من 75 ألف مخالفة بخصوص المراقبة التقنية للسيارات. الاختناقات المرورية ب11 ولاية ساحلية وقصد السهر على السير الحسن لحركة المرور يعمل أعوان الدرك الوطني بمركز الإعلام وتنسيق المرور منذ سنة 2010 على متابعة عن بعد كل ما يجري عبر شبكات الطرق الرئيسية المجهزة بكاميرات مراقبة لتنسيق عمل مختلف فرق التدخل، حيث يقوم عدد من الأعوان بمتابعة الصور الملتقطة عبر 100 كاميرا موزعة عبر 11 ولاية، وانطلاقا من المعلومات المجمعة يتم تنسيق عمل أعوان الدرك الوطني لتغيير محاور الطرقات في حالة اختناقات المرور، انقطاع الطرق بسبب الفيضانات والثلوج، التدخل خلال وقوع حوادث المرور. وحسب المعلومات المقدمة من طرف رئيس المركز العقيد بلوطي فيتم توجيه السائقين الذين يتصلون عبر الخط الأخضر للاستعلام على وضعية الطرقات الرئيسية خلال تنقلاتهم خارج ولاياتهم وذلك في انتظار تخصيص خط هاتفي خاص بالمركز، بالمقابل يتم تنسيق عمل المركز مع القناة الإذاعية الأولى لتوجيه اكبر قدر من المعلومات لمستعملي الطريق، ويذكر أن المركز يتابع البيانات والصور المجمعة من 27 كاميرا نصبت عبر محاور الطرق الرئيسية.