في رسالة منه إلى الناخب الفرنسي لكسب المزيد من المتعاطفين أثناء الانتخابات الفرنسية القادمة، وخاصة شريحة المتطرفين وغلاة الاستعمار الفرنسي الذين كانوا يحلمون ب''الجزائر فرنسية''، خرج الرئيس الفرنسي الحالي بخطاب لم نعهده من قبل عند المسؤولين الفرنسيين المعتدلين الذين لهم طموحات في بناء علاقات مع الجزائر تكون في مستوى تطلعات الشعبين الجزائري والفرنسي، التي تنطلق من مبدإ السيادة والاستقلالية لا من مبدأ الهيمنة والحلم بالعهد الاستعماري البغيظ. طلع علينا والجزائر تستعد لإقامة احتفالات كبيرة بمناسبة الذكرى الخمسين لاستعادة الاستقلال الوطني وطرد المحتل الذي جثم على صدور الشعب الجزائري ما يقارب 130 سنة، إذا يقول: سنة 2012 لن تكون سنة الاعتذار والتوبة. داعيا إلى الاعتراف بأولئك المحتلين الذين أبادو جزءا من الشعب الجزائري وبنوا ثروة على رقاب الضعفاء، والذين جردوهم من أملاكهم، وجعلوهم خدما وعبيدا فيها، بصفتهم بناة حضارة. وهذا الخطاب ليس غريبا علينا، إنما اختيار المناسبة، واستغلال الظرف الانتخابي لبث روح الحقد وتعميق الجراح، يؤكد أن مخططات تمجيد الاستعمار، وتلميعه ومحاولة انتزاع أقنعة جرائم الإنسانية عنه، أمور ثابتة ومتأصلة في نفوس بعض المسؤولين الفرنسيين وهي أمور لا تشجع على طي صفحة الماضي ولا على قلبها.بل تدعو أجيالنا الجديدة إلى التمسك بهذا الماضي والنضال من أجله إلى أن يعترف من يمجدون الماضي الاستعماري بالجزائم الإنسانية والإبادة الجماعية لشعب أعزل، والمطالبة بالتعويض.