يرى العديد من المدربين والملاكمين الذين شاركوا طيلة أربعة ايام في منافسات كأس الجزائر للملاكمة، التي احتضنتها القاعة متعددة الرياضات بالكاليتوس (الجزائر - العاصمة) من 31 جانفي الى 3 فيفري، أن المنازلات لم ترق الى المستوى الفني المطلوب بسبب ''نقص تحضير النوادي وسوء التحكيم". وأكد هؤلاء أنه باستثناء المنتخب الوطني العسكري والمجمع البترولي اللذين يتوفران على وسائل العمل والتحضير ومدربين محترمين، فإن باقي النوادي الاخرى تبقى تعاني من مشاكل قاعات وعتاد التدريب والنقل وانعدام الحوافز المادية والدعم المقدم من طرف السلطات المحلية وغيرها " لا أخفي عليكم إن قلت لكم أنه لا يوجد شيئ يشجعنا لمواصلة التدريب والعمل مع هذه المواهب التي لها كل إمكانيات التألق، حاليا الإرادة وحب الملاكمة هما الوحيدان اللذان يدفعاني للعمل، لقد تبرع علي أحد محبي الفن النبيل بدفع مستحقات المبيت في الفندق بالجزائر العاصمة والإطعام والتنقل من والى قاعة المنافسات بالكاليتوس''، قال مدرب نادي المرسى الكبير لوهران، ورنيدي هواري، الذي عبر عن فرحته بفوز ملاكمه عماد بلحول بنهائي + 91 كلغ. كما تأسف مدرب نادي أكرمة مشرع الصفا بتيارت، امحمد بودية، للظروف التي يعمل فيها النادي حاليا والوضعية المتدهورة التي تتواجد عليها قاعة التدريب، رغم النداءات المتكررة في الصحف الوطنية والرابطة الولائية، وكذا السلطات المحلية لتقديم المساعدة لهذا الفريق الذي يضم ملاكما من المنتخب الوطني وأبطالا حائزين على كؤوس الجزائر " ننشط فقط بالإرادة ولولا تعلقنا بهذه الرياضة لتخليت أنا عن التدريب، الا أنك تتشجع عندما ترى أن هؤلاء الملاكمين الشباب الذين أشرف عليهم متشبثون بممارسة هذه الرياضة ويقضون معظم اوقاتهم في التمرن والاجتهاد والسعي الى النجاح والتألق. حاليا نتدرب داخل قاعة سيئة للغاية وعناصرنا تحتاج الى الاحتكاك بملاكمين آخرين من خارج الولاية لتحقيق الفائدة المرجوة لكن الإمكانيات المادية تحول دون ذلك''. نفس النقائص المذكورة سردها أيضا ملاكمو ومدرب نادي النجم الرياضي لعين أزال لسطيف المقيمون في قرية نائية ويتدربون داخل قاعة متواضعة يوميا عدا السبت لأنهم عاطلون عن العمل، وممارسة الملاكمة يوميا تنسيهم بعض الشيئ البطالة. ويعد النادي المذكور مدرسة عريقة في الفن النبيل ودائما ما يحتل المراكز الاولى في البطولات والدورات الوطنية, كما يضم ملاكمين واعدين ما أهلهم لان يكونوا دائما في الطليعة على غرار البطل العالمي (حسب الفرق) للرابطة العالمية الممتازة WSB عبد القدار شادي، المشارك حاليا في بطولة العالم شبه الاحترافية مع نادي اتحاد باريس. سوء التحكيم.. النقطة السوداء وبالنسبة لمستوى التحكيم، لم تخل الإعلانات عن نتائج المنازلات التي نشطت خاصة في الأدوارالاخيرة (ربع ونصف النهائي والنهائي)، من انتقادات لاذعة للتحكيم من طرف العديد من المدربين والملاكمين، حيث اعتبروه ''ضعيفا ومتحيزا''، ما أدى الى حدوث الكثير من المناوشات أثرت على أجواء هذا الموعد الرياضي حسبما لاحظته "و.أ.ج". ووجه كل من مدربي نادي برحمون (بومرداس) والنجم الرياضي لبلدية عين آزال (سطيف) وتمزري ببجاية وغيرهم، أصابع الاتهام للتحكيم الذي لم يكن في مستوى المنازلات " لقد أقصي ملاكمنا الدولي حسين بلحوت (نصف النهائي) من النجم الرياضي لسطيف أمام نظيره رمزي لالاني من المنتخب الوطني العسكري (69 كلغ) بطريقة غير شرعية، بالرغم من سيطرته على مجريات المنازلة التي كانت لصالحه بشهادة المتتبعين. هذه مهزلة وتحيز ليس له ما يبرره''، قال مدرب النادي السطايفي فريد لباش متاسفا. وأضاف أن النادي شارك بأربعة ملاكمين دوليين وتخطوا كل الادوار، الا انه لم يتأهل منهم ولا واحد الى النهائي بسبب ''سوء التحكيم". وفي مواجهة اخرى جمعت محمد بن شبلة ( نادي بن رحمون/ بومرداس) - شقيق البطل العالمي عبد الحفيظ - بنظيره عبد القادر حلوي من المنتخب العسكري ( 75 كلغ) منح الحكم الفوز ( 10-11) للملاكم الثاني، الامر الذي اثار حفيظة بن شبلة وخرج من الحلبة باكيا متحسرا من قرار الحكام الذي حرمه من حقه في الفوز، على حد تعبيره " لم افهم لماذا كانت الغلبة لملاكم المنتخب العسكري، الجمهور كان منذ البداية يشجعني ويصفق لمردودي فوق الحلبة، وفي الاخير اجد نفسي غير معني بالتأهل الى النهائي''، صرح بن شبلة. مضيفا ''نفس الملاكم تباريت معه في التصفيات الجهوية ( ربع النهائي) وفزت عليه وها أنا أواجهه اليوم وهذا غير قانوني". وعن الانتقادات التي وجهت إلى التحكيم، قال المدير الفني الوطني مراد مزيان، ان التنافس كان على اشده بين الملاكمين والمستوى متقارب بينهم، والكل يعتبر نفسه الاجدر بالفوز. مؤكدا ان قرارات الحكام كانت صائبة. للتذكير، توج أول امس الجمعة المنتخب العسكري بكأس الجزائر بثلاثة انتصارات في الدور النهائي امام المجمع النفطي بفوزين.