قدّم مؤطرو ورشة ''التراث والإعلام'' المنظمة في إطار الدورة الثالثة للمهرجان الدولي لفنون الأهقار الذي تحتضنه ولاية تمنراست، ورقة تضمّ خلاصة ما جادت به، خاصة وأنها عرفت مشاركة مختصين في الإعلام والتراث، وكذا أبناء عاصمة الأهقار. أدار أشغال ورشة ''الإعلام والتراث''، الأستاذ الجامعي كمال سعدو، إلى جانب كلّ من الأستاذ الباحث رشيد بليل، بمداخلة تحن عنوان ''إنشاء المخيال حول الصحراء أثناء الاحتلال الكلونيالي'' والأستاذة الجامعية كريمة بوطبة بمداخلة ''أداء الخطاب الإعلامي والعراقيل'' والأستاذ المختص في فترة ما قبل التاريخ مراد بتروني بمداخلة ''مفهوم التراث الثقافي". وخلصت أشغال الورشة إلى ضرورة إعداد ونقل واستعاب صور ومعلومات عن الصحراء وسكّانها، اعتمادا على الوسط العائلي والمدرسة والجامعة والإعلام، باعتبار أنّ المؤسّسات التعليمية والتكوينية لا تهتمّ بالتراث الصحراوي بالصفة اللازمة. كما جاء فيها مسألة ارتباط الصحفيين بالأحداث المناسباتية التي تقع في الصحراء وتمسّ الجوانب الثقافية والاقتصادية والسياسية وغيرها، وهذا من دون التعمّق في مواضيع أخرى مثل التراث لأنّهم غير مطالبين بذلك. النقطة الثالثة التي تطرّقت اليها ورقة الخلاصة، فكانت حول تأمّلات وتطلّعات السكّان المحليين للصحراء، حول تناول الصحافة لمواضيع تمسّهم بالدرجة الاولى ويعتقدون أنها مهمة. أما النقطة الرابعة فتتمثّل في مسألة تعميم تناول التراث الثقافي عن طريق وسائل الإعلام، حيث تمّ في اليوم الثاني لهذه الورشة عرض فيلم وثائقي بعنوان ''تراث الطاسيلي.. بين الحماية والتقييم''، الذي تم إخراجه في سنوات السبعينيات في اطار الملتقى الدولي حول حفظ الرسومات الجدارية للطاسيلي، من تنظيم وزارة الثقافة وبالتعاون مع اليونسكو، واتبع عرض هذا الفيلم بنقاش حول نشر وتعميم التراث. وفي هذا السياق، انتقد بعض المشاركين، السياسة المحدودة حول الاعتناء بالتراث، وهو ما ظهر جليّا في الفيلم، بعدها ذكر البعض الآخر اهتمام باحثين جزائريين بهذه المسألة بعد تيقنهم من أهميتها، أمّا اليوم فيجب حسب المشاركين تعميم المعارف العلمية المتعلقة بالتراث، ونشرها في المجتمع، خاصة من طرف وسائل الاعلام.