نظم أول أمس بفندق الهيلتون حفل فني ساهر بادرت به الجمعية الثقافية ''قروابي''، وذلك بمناسبة الإعلان عن تأسيسها.الحفل حضرته وجوه فنية بارزة وشخصيات عامة يجمعها عشقها لفن الراحل قروابي. نشط السهرة التي استمرت لساعة متأخرة من الليل كل من الفنان يوسفي توفيق والمذيعة السيدة أمينة اللذان رحبا بالحضور وحرصا على تحية الأسماء الفنية الحاضرة. بعدها تقدمت السيدة شهيرة قروابي (أرملة الراحل) التي بدت متأثرة حيث لم تستطع أحيانا إخفاء دموعها معبرة عن سعادتها لتأسيس هذه الجمعية التي كانت حلم الراحل قروابي . قرأت السيدة شهيرة صفحات من حياة الراحل الفنية التي بدأت مبكرا فميوله للفن وكرة القدم ظهر واضحا منذ طفولته. احتك الراحل بشكل كبير مع شيوخ الشعبي منذ 1959 خاصة مع الحاج مريزق والعنقى ومحمد الزربوط وبرزت مواهبه في آداء وحفظ القصيد مما جعل الراحل بشطارزي يكرمه باكرا وهو لا يزال هاويا. التحق قروابي بالأوبرا سنة 1953 ليمثل في عدة أعمال منها ''هارون الرشيد'' و''عثمان في بلاد الصين'' وغيرها وأدى أغان خاصة به منذ سن ال16 منها ''مقرونة الحواجب'' و''مس?م سعدي''. في الأوبرا تعرف على جيل من الممثلين منهم علي عبدون، نورية، فضيلة، علي فرنوندال. مع نهاية الستينات وبداية السبعينات لمع نجمه بالأعمال التي قدمها له الراحل محبوباتي، كما استطاع إحياء النصوص القديمة للتراث المغاربي منها ''يوم الجمعة و''الحراز'' و''يارب العباد'' وغيرها. عام 1980 أدى مناسك الحج ليتفرغ بعدها للمديح النبوي، فأدى عشرات القصائد منها ''الخزنة الكبيرة'' و''الخزنة الصغيرة'' و''آش اداني''. في 1995 اضطر للهجرة مكرها ليعيش في ديار الغربة 6 سنوات طاف خلالها دول العالم وقدم حفلات حية. سنوات الغربة ألهمته عدة أعمال منها ''شوفو ماصار في بلادي''، ''توحشت البهجة'' وغيرها. عاد إلى الجزائر ليغني كما لم يغن من قبل وكأنه يودعها ويودع جمهوره العزيز ليرحل إلى جوار ربه في صيف .2006 استهل الحفل بوصلة شعبية أدى فيها عبد الحميد العيداوي بعض روائع قروابي منها ''حين العشية'' ،،، ''الجراز''. بعدها تقدم الفنان سليم فرقاني والذي أدى للفقيد قصيد ''نار الجمار شاعلة''، ثم السيدة نسيمة التي غنت لقروابي أغانيه الخفيفة منها ''مقواني سهران'' وغيرها وتواصل تداول الفنانيين على المنصة للغناء إلى أن جاء دور الفنان المغربي الكبير عبد الوهاب الدوكالي الذي أدى رائعته ''عييت ما نصبر'' ليخاطب الحضور قائلا: جمعتنا الجزائر ولم يجمعنا المغرب'' لتشاركه بعدها في أغانيه السيدة لطيفة رأفت التي قدمت فيها بعد بعض الأغاني المغربية. شهد لحفل وقفات تكريمية لنخبة من الفنانين الذين حضروا منهم الطاهر فرقاني والسيدة نورية وعزوز بوعجاج وشافية بوذراع إضافة إلى ضيفي الجزائر الدوكالي والسيدة لطيفة رأفت. للإشارة فقد نصبت في القاعة شاشة ضخمة عرضت بعض صور الراحل قروابي منذ طفولته وحتى آخر عمره، كما احتضن بهو فندق الهيلتون معرضا للصور الفوتوغرافية الخاصة بالراحل.