تعطي اليوم مديرية الشباب والرياضة والترفيه لولاية الجزائر إشارة انطلاق قافلتها الشبانية نحو عدد من ولايات الوطن التاريخية على غرار عنابة، الطارف، قالمة، سطيف وغيرها، ويقدر عدد الشباب المشارك بالقافلة بحوالي 1150 شاب وشابة، أما الهدف من وراء هذه الطبعة السابعة للقافلة التي تحمل هذه السنة شعار ''ذاكرة وتاريخ'' فيكمن في تشجيع السياحة الداخلية من خلال تمكين الشباب من اكتشاف وطنهم وغرس ثقافة المواطنة فيهم. حول هذه القافلة تحدثت ''المساء'' إلى عبد الحميد بومنصورة، رئيس مكتب البرامج التربوية والاجتماعية للشباب بمديرية الشاب والرياضة والترفيه لولاية الجزائر، الذي قال إن مديرية الشباب والرياضة والترفيه لولاية الجزائر وكعادتها متعودة على تنظيم مثل هذه الخرجات السياحية لفائدة الشباب، وتأتي هذه القافلة التي تنطلق اليوم تحت شعار ''ذاكرة وتاريخ'' بمناسبة الاحتفال بالذكرى الخمسين لعيدي الاستقلال والشباب، غير أن أهم ما يميز هذه القافلة هو الارتفاع الملموس في عدد الشباب المشارك والذي قدر بحوالي 1150 شاب وشابة، وإذا ما قارناه مع قافلة السنة الماضية نجد أن العدد قد زاد، مما يعكس رغبة الشباب في الاستفادة من هذه الخرجات السياحية الاستكشافية، يقول المتحدث. وحول العمر الزمني للرحلة الاستكشافية التاريخية؛ جاء على لسان محدثنا أنها تبدأ من 27 فيفري وتستمر إلى غاية الرابع مارس، ومن بين الولايات التي من المنتظر أن تحط بها قافلة الشباب وتكون إدارة الرحلة قد تعمدت اختيارها لارتباطها ببعض المقومات التاريخية لتمكين الشباب من الخروج بأكبر قدر من الاستفادة نذكر سطيف، قالمة، باتنة، عنابة وغيرها، حيث يسمح للشباب، يقول ذات المصدر، من التعرف على بعض المناطق التاريخية وكذا أهم المواقع التي شهدت معارك طاحنة إبان الاحتلال الفرنسي، ناهيك عن برمجة زيارات وحوارات مع مجاهدين بمختلف الولايات المذكورة، إلى جانب هذا يكلف كل فوج من الأفواج المشاركة بتحضير شريط وثائقي حول الولاية التي يزورها سواء من حيث التراث الثقافي، العادات والتقاليد، أو من حيث المخزون التاريخي للمنطقة وذلك عبر التواصل مع شبكة دور الشباب الموزعة عبر مختلف ربوع الوطن. وعن السبب وراء اختيار دور الشباب لتكون مقر إلتقاء الشباب؛ قال عبد الحميد بومنصورة بأن السر يكمن في كون هذه الأخيرة تعد الفضاء الأنسب الذي يوفر للشباب كل ما يحتاجون إليه من حيث ظروف الإقامة، الإيواء والإطعام، وحتى يتمكن الشباب من الاطلاع على ما تحويه هذه الدور من امتيازات ونشاطات ليحتكوا بها. ومن بين الولايات التي تمت برمجة رحلات سياحية استكشافية وكذا تاريخية لها؛ فقد عددها ذات المصدر على النحو التالي: عنابة، الطارف، قالمة، سعيدة، سطيف، غرداية، مستغانم، تبسة، خنشلة، الوادي، تيارت، ميلة، تلمسان، باتنة ووهران، ومن المنتظر أن يزور كل ولاية حوالي خمسين شابا وشابة. للإشارة؛ تعد هذه القافلة الأولى في شهر فيفري الجاري، وأشار المتحدث إلى أنه تم تأجيلها بعد موجة البرد التي عرفتها الجزائر - مؤخرا - إذ كان من المفروض أن تنطلق يوم 13 فيفري الماضي. هذه القوافل السياحية ستفسح المجال واسعا لجيل الاستقلال للتعرف والتقرب من الولايات التاريخية عن كثب، وكذا الاحتكاك بالقادة الميدانيين الذي عايشوا الثورة، ناهيك عن تمكينهم أيضا من الوقوف على بعض الآثار التاريخية بالجزائر العميقة، لا سيما وأن بعض الشباب لم تسمح لهم فرصة من قبل لاكتشاف تاريخ الجزائر بصورة ميدانية. وستعرف الرحلات هذه برمجة دورات رياضية، تنظيم خرجات سياحية، عرض بعض الأفلام التاريخية، عقد جلسات مع مجاهدين، ناهيك عن زيارة بعض المتاحف الجهوية، وكذا تنظيم بعض الزيارات الميدانية لعائلات المجاهدين وكذا تنظيم لقاءات مع شباب مختلف الولايات لربط علاقات صداقة وتعارف. من جهة أخرى؛ جاء على لسان محدثنا أن الفئات الشبانية ضمن القافلة الاستكشافية هي فئات غير مهيكلة وتنتمي إلى أحياء شعبية، ربما لم تسنح لها فرصة ممارسة السياحة داخل الوطن بإمكانياتهم الخاصة، من أجل هذا تم اختيارها وفسح المجال لها واسعا للنزهة والاستكشاف في مختلف ولايات الوطن. الجدير بالذكر أنه بعد قافلة ''ذاكرة وتاريخ'' يجري التحضير - يقول ذات المصدر - لقافلة أخرى في شهر مارس المقبل تنظمها وزارة الشباب والرياضة كذلك وتشارك فيها مديرية الشباب والرياضة وذلك في الفترة الممتدة من 16 إلى 19 مارس المقبل، حيث تشارك ولاية الجزائر بخمسين شابا، يتم اختيارهم من دور الشباب والجمعيات الشريكة. ومن بين الولايات المزمع زيارتها خلال هذه الرحلة نذكر، ولاية المدية، تيبازة، الجزائر، تيسمسيلت، بومرداس، عين الدفلى، الشلف وستكون الانطلاقة من تيسمسيلت. أما فيما يخص الأطفال وتزامنا مع العطلة الربيعية، من المنتظر أن تستفيد هذه الفئة من برنامج ثري ومتنوع بالقرية الإفريقية بسيدي فرج، أين تكون الاستفادة مفتوحة لحوالي 5000 طفل للمشاركة في الأنشطة التي تعدها الرابطات الشبانية، ومنها رابطة الطفولة والرابطة الجوارية للشباب، ورابطة أصدقاء الشباب، والرابطة الثقافية، ورابطة الهواء الطلق، ورابطة الأنشطة العلمية.