الشباب الجزائري لديه من المواهب والعبقرية ما يؤهله لأن يكون في صدارة الإبداع والابتكار، إذا وجد من الرعاية من يقوم بتأهيله وتوجيهه ووضع الخطوط المساعدة له على مواصلة سيره على درب الإبداع والإنتاج، ومن هؤلاء المبدعين؛ البرعمة الشابة صابرين محمد فؤاد التي لها من الإمكانيات الأدبية والشعرية مايؤهلها لأن تصبح مشروع شاعرة جيدة. في السنوات الخوالي، ورغم قلة وسائل الإعلام والخدمات الإتصالية، إلا أن الوسائل المتاحة آنذاك كانت تقدم خدمات جليلة سواء على مستوى الإذاعة الوطنية ''أقلام ناشئة'' أو عن طريق التلفزيون الجزائري ''أقلام على الطريق''، أو عن طريق الصحافة الوطنية، والتي لم تكن بالزخم الذي هي عليه الآن من خلال ''الملحق الثقافي'' لجريدة ''الشعب''، وهكذا كانت المواهب تجد طريقها إلى البروز عبر الجرائد والمجلات كمجلة ''ألوان''. هذه الوسائل التعبيرية أوجدت للمواهب، الرجال الذين ينيرون طريق الشباب الواعد بالنصائح والانتقادات والرعاية الأدبية، مما أحدث طفرة نوعية في مجال القصة القصيرة والرواية والشعر والمسرح، واكتشاف مواهب للسينما والفنون التشكيلية. اليوم توجد مواهب كثيرة تبحث عن طريق يخرجها إلى نور الظهور بين الكثير من أدعياء الأدب، والذين لا يملكون إلا أسماء موالدهم. ومن الشعراء الذين يبشرون بترك بصماتهم على الساحة الشعرية، الشاعرة الموهوبة صابرين محمد فؤاد، هذا إذا ما لقيت العناية والتشجيع والتوجيه. كانت البرعمة الشاعرة ضمن مجموعة من الشعراء الذين تداولوا على منبر ''الجاحظية''، ورغم أن البضاعة المقدمة لم تكن في المستوى سواء من ناحية القصائد الشعبية أو الفصحى، إلا أننا لمسنا في الشاعرة صابرين موهبة الشعر، فقد قدمت قصيدة ''غياب عن موعد''، والتي تقول فيها: ''ما كان قصدي أن أغيب عن موعد لهفي عليه ساكن في أضلعي أسفي عليه أعجز عن وصفه ما للزمان مضى من مرجع'' ورغم قصر تجربة الشاعرة الشعرية، إلا أنها تجتهد في امتلاك حيز من اللغة وتوظيفها في تجربتها الشعرية، رغم انتهاجها الشعر العمودي وشغفها بشعرائه من الجاهلية إلى العصر الحاضر، حيث تمضي، تنسج على منوالهم وتغزل غزلهم، رغم طراوة عودها في هذا الجانب، ولها محاولة أخرى وهي تمدح فيها ''الأم''، حيث تقول: ''أتيت اليوم أمدحك فقام الشعر وانصرفا جفاني القول اأرتجّ بفيهي الوصف وارتجفا بحقك لا يفي مدحي لوصفك لست محترفا أنا يا أمي من صغري أعيش هواك معتكفا'' كما أن البرعمة صابربن حاولت أن تقتحم الأغراض الأخرى في الشعر، سالكة البحور الشعرية القديمة بين طافية وغائصة، محاولة استحضار الوطنية الحماسية إلى الشعر الثوري الذي عرفته الجزائر، ومن قصائدها الوطنية قولها: ''تأذن بالنصر صوت الحناجر إذا الحرّ نادى تحيا الجزائر ''ديسمبر'' جلت بك الذكريات دوّي صدى الشعب لما تظاهر رفعت لواء البطولة مجدا وما هنت لما اعترتك المخاطر وهان عليك تحدّي الرزايا فكنت مثالا لكل المفاخر'' تبقى الجزائر تزخر بالمواهب الشابة وبالشباب الذي يبحث له عن مكان يظهر فيه مواهبه الإبداعية، وصابرين برعومة في حاجة إلى رعاية أدبية سواء من قبل أساتذتها في الجامعة أم من خلال وسائل الإعلام والنوادي الثقافية.