رحل نجم آخر سطع طويلا في فضاء الأغنية الجزائرية، إلا أن نجمه لم ولن يأفل لأنه بكل بساطة أحد أعمدة الفن الجزائري الذين سجلوا أسماءهم بحروف من ذهب في سجل الأغنية الجزائرية، على غرار المرحوم عبد الكريم دالي، العميد الهاشمي قروابي، فضيلة دزيرية، دحمان الحراشي وغيرهم... المرحوم خليفي أحمد عميد الأغنية الصحراوية البدوية صاحب الصوت القوي المميز، الذي غادرنا مؤخرا تاركا فراغا رهيبا في قلوب محبيه، وارثا فنيا عميقا لعشاق الفن النظيف الذين سيكونون على موعد دائم مع صوت القصبة والناي والأياياي الصحراوي... الذي يعكس عمق الثقافة الجزائرية، وهو الآمر الذي يظهر مدى قوة هذه الأعمال في آلية الخلود مقارنة بالأغاني المنتجة في أيامنا، والتي تشبه إلى حد كبير فقاعات الصابون المتناثرة هنا وهناك، والتي تتفرقع بعد ثوان من تشكلها، علاوة على عدم اختيار الكلمات النظيفة التي تدخل البيوت بدون استئذان، وتسبب حرجا وخدشا للمستمع بينه وبين ذاته، فما بالك ان يشاركه الغير سماعها، فالوقوف عند هذا الوجه من المقارنة يجعلنا نستنبط أسباب التعفن الذي تعرفه الساحة الغنائية سواء الجزائرية أو العربية بصفة عامة، فما أحوجنا إلى السير على خطى هؤلاء النجوم في زمن الانفلات الفني.