هناك كلمة حق يجب أن تقال في الأحداث المؤسفة التي واكبت مباراة اتحاد الحراش واتحاد العاصمة، في ساعة متأخرة من مساء السبت الماضي بملعب 5 جويلية الأولمبي، برسم الدور ربع النهائي لكأس الجزائر. كلمة حق قد تضع الجناة أو من كسروا وخربوا وعبثوا بالأخلاق الرياضية في كفة واحدة مع الذين برمجوا تلك المباراة الحساسة جدا في ذلك الملعب الذي يتحول إلى قرية في عز الليل دون أن يوفروا للناس أي للجمهور المشاغب منه وغير المشاغب، الأمن الكافي في المدرجات، ودون أن يوفرا له النقل الكافي للعودة إلى الديار بعد المبارة ودون أن يعملوا على الفصل بين الأنصار في المدرجات ودون أن يعملوا بمبدأ أن الفريق الذي يسحب الأول في القرعة هو الذي يستقبل بملعبه، حتى إذا أخطأ جمهوره نلسبه تهمة الشغب والفوضى فيدفع الثمن، وتسلط عليه العقوبات التي يتحدث عنها من أساؤا البرمجة ويريدون التملص من مسؤلياتهم. هذه الكلمة يجب أن لا تغضب لجنة الكأس أو المسابقة أو الرابطة الاحترافية البعيدة عن الاحترافية، لأن هذه الهيئة هي من برمج وهي من اختار التوقيت وهي من شتت جهد المصالح الأمنية التي كانت مجبرة على تأمين ثلاث مباريات حساسة في يوم واحد بالعاصمة، وهي أيضا من أقر بفكرة الملعب المحايد للعب مباراة حساسة في مرحلة جد متقدمة من الكأس بين الاتحادين المتنافرين من زمان، دون أن توفر الظروف الجيدة لإقامة هذا الحدث، ودون أن تقرأ مدى عواقب فتح المدرج العلوي وبالذات الجناح رقم 11 منه، والذي يشبه البؤر الخطيرة كلما لعبت محليات الأندية العاصمية، وهي التي يجب أن تسأل عن أمور كثيرة تقع على مسؤوليتها. هذه كلمة يجب أن تقال حتى لا نجتهد ونجهد أنفسنا في البحث عن كبش فداء أو كباش نحملهما المسؤلية وينأى الذين كانوا وراء البرمجة بأنفسهم ولا يحاسبون ولايسألون ولا يقول لهم أحد لقد أخطأتم أو أسأتم البرمجة. إن القول بأن الفريق الذي تسبب أنصاره في الشغب هو من يدفع الثمن، مغالطة لا أقل و لا أكثر، لأن الشغب الذي حدث كان عراكا بين مشاغبين ينتمون لجمهورين، والقضاء وحده من يملك سلطة توجيه التهمة للطرف الذي تسبب في إتلاف ما أتلف سواء كان شخصا أو أشخاصا وهم من يتحملون المسؤولية الجزائية والقصاص، أما من يتحدثون خارج القضاء فهم يهرجون للتغطية عن مسؤليتهم في البرمجة العرجاء، لأن هذه البرمجة زجت بشباب بريء ذهب للاستمتاع بمباراة كروية فوجد نفسه في فضاء شاسع معوزل يتحول إلى بؤرة خطيرة بمجرد أن يرخي الليل سدوله، وبإشارة من مهلوس أو مشاغب يجد متعته في الفوضى التي تؤدي إلى الخطر. هذه الحقيقة التي يجب أن نقر بها جميعا، حتى لا تتكرر مثل هذه الأحداث وحتى يجب أن تحفظ الدرس أيضا الجهات التي لم تتحدث بعد فيما حدث من شغب لم يسفر من حسن الحظ سوى على خسائر مادية فقط.