تطرقنا مرارا ومن خلال هذا الركن إلى العنف في الملاعب وأشرنا الى بعض مسبباته وركزنا على الدور الذي يجب أن يلعبه الجميع بدءا من الاسرة الى المدرسة ورجال الامن والدين والجمعيات أولجان الانصار، لكن ما شاهدناه مؤخرا بملاعب البليدة وتيزي وزو وبولوغين وغيرها من الملاعب التي كانت مسرحا للشغب والفوضى، فتح أعيننا على طرف آخر يمكن وفي كل الحالات اعتباره طرفا مباشرا في المعادلة، وأعني به إدارة هذه الملاعب التي تفتح المدرجات أمام الجماهير دون مراقبة عملية الدخول وهمها بيع التذاكر وجمع الاموال بل وتعبئة وتكديس المدرجات بأكبر عدد ممكن من هذه الجماهير طالما ان ذلك يدر عليها اموالا طائلة وحتى اكون دقيقا في كلامي لابد من الإشارة الى بعض المظاهر التي تتكرر أسبوعيا في ملاعبنا لأقول مثلا لقد شاهدنا ما شاهدنا في مباراة البليدة بين الاتحاد وشبيبة القبائل، كيف تحولت ارضية الملعب الى مفرغة امتلأت بالحجارة وجميع انواع المقذوفات، وشاهدنا ايضا انصار نصر حسين داي يلقون بوابل من الحجارة على ارضية ملعب حمادي ورأينا كيف اصيب لاعب من النصرية بمقذوفة القي بها من مدرج انصار اتحاد الجزائر ووقفنا على ما حدث في تيزي وزو بمناسبة لقاء الشبيبة واتحاد الحراش وكيف تصرف انصار الكناري القبائلي، لنتساءل أين كانت إدارة هذه الملاعب عند دخول الجمهور وهل تمت مراقبة عملية الدخول؟ وفي انتظار الاجابة على مثل هذا التساؤل يجب الاقرار بأن هذه المرافق تتحمل القسط الاوفر من المسؤولية في كل الذي يحدث بداخل هذه الفضاءات الكروية ومن هنا يجب مساءلتها ومعاقبتها حتى لا تبقى على هامش الجدل الدائر حول اسباب استفحال هذه الآفة، طالما ان هذه الادارات اهملت جانبا مهما في عملية المراقبة وبالتالى كانت وراء توفير الارضية الخصبة والمناخ الملائم لممارسة كل الطقوس التي لها علاقة بالعنف في غياب الظروف الملائمة لاجراء المباريات بداخلها من خلال تشديد الرقابة عند الدخول وتقليص عدد التذاكر لتفادي الاكتظاظ بالمدرجات من جهة وعدم تجاوز طاقة الاستيعاب من جهة اخرى والسعي لوضع كاميرات مراقبة في المدرجات لأن ذلك يساهم في معرفة المشاغبين والعابثين بالروح الرياضية. وفي غياب مثل هذه الاجراءات وفي ظل غياب الاهتمام بما يحدث داخل هذه الملاعب يمكننا كنقاد تصنيف ملاعبنا في خانة خطر على اللعبة وعلى ممارسيها. وثمة سؤال آخر يمكن طرحه على مسؤولي الرابطة الوطنية لكرة القدم وله علاقة بالحجارة التي يقذف بها من المدرجات كيف تسمح هذه الهيئة ببرمجة ملاعب هي في الواقع اشبه بورشات على غرار ملعب حمادي ببولوغين؟ ألا تعتبر مثل هذه البرمجة عبثا وخطرا على الممارسين والحكام والجمهور ايضا ؟