شرع المبعوثان الروسي والأمريكي الخاصان بعملية السلام في الشرق الأوسط في زيارة إلى المنطقة ضمن مسعى آخر لتحريك مفاوضات السلام المتعثرة منذ سنوات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي. وبينما بدأ المبعوث الروسي الكسندر كالو جانج جولته الشرق أوسطية أمس يشرع نظيره الأمريكي ديفيد هيل اليوم في جولة مماثلة إلى المنطقة يلتقي خلالها الرجلان بالمسؤولين الفلسطينيين والإسرائيليين بالضفة الغربيةوالقدسالمحتلة على التوالي. ولكن كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات استبعد أمس أن يفضي الحراك الدبلوماسي الحاصل إلى تحقيق أي اختراق على صعيد تحريك عملية السلام المتوقفة منذ سنوات. وقال أنه ''من الواضح أن المنطقة تشهد حراكا دبلوماسيا وسياسيا كبيرين لكن حتى اللحظة لا نتوقع شيئا جديدا''. وهي الحقيقة التي يدركها الجميع بما فيها الإدارة الأمريكية التي عجزت على تسوية الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي بسبب مواقفها المنحازة إلى الطروحات الإسرائيلية والتي شكلت حجرة عثرة أمام أي مسعى لإحياء عملية سلام أو ما تبقى من سلام تريده إدارة الاحتلال على مقاسها وبما يخدم مصالحها. وتأتي زيارة المبعوثين الروسي والأمريكي قبل عقد اللجنة الرباعية الدولية على المستوى الوزاري اجتماعا لها في واشنطن في 11 من الشهر الجاري بمشاركة وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ومسؤولة العلاقات الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين اشتون. وهو الاجتماع الذي لا يعول عليه الطرف الفلسطيني في الخروج بأية نتيجة باتجاه تسوية القضية الفلسطينية بما يضمن إنصاف الشعب الفلسطيني وتمكينه من تحقيق حلمه في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس. وبحسب عريقات فإن الجديد الذي يمكن لهذا الاجتماع الخروج به هو التأكيد على رفض الإجراءات الأحادية من كلا الطرفين. وهو ما جعله يجدد مطالبة أعضاء اللجنة الدولية بالعمل بكل حزم وجدية على إلزام إسرائيل بالإيفاء بالتزاماتها تجاه عملية السلام. وتتزامن التحركات الدولية الجديدة مع استعداد القيادة الفلسطينية لتوجيه رسالة سياسية إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو وأطراف المجتمع الدولي بشأن ما وصلت إليه عملية السلام واستحقاقات استئناف المفاوضات السلمية إلى جانب تطورات الأوضاع الفلسطينية. وكان الخلاف على البناء الاستيطاني الإسرائيلي في الضفة الغربية تسبب في عرقلة آخر محادثات مباشرة للسلام بين الفلسطينيين وإسرائيل مطلع أكتوبر 2010 بعد أربعة أسابيع من إطلاقها برعاية أمريكية. ويطالب الفلسطينيون بوقف شامل للاستيطان قبل استئناف المفاوضات الأمر الذي ترفضه إسرائيل رغم ادارك المجموعة الدولية ان الاستيطان يبقى من أهم العراقيل التي تعيق تنظيم مفاوضات سلام جادة لكنها لا تتخذ أي إجراءات ضد حكومة الاحتلال لحملها على الانصياع إلى الشرعية الدولية وتطبيق مبادئ القانون الدولي. وهو ما يشجع حكومة الاحتلال على تكثيف أنشطتها الاستيطانية التي تكاد تقضي على ما تبقى من الأراضي الفلسطينية المحتلة. ففي ضربة مسبقة لجهود الموفدان الروسي والأمريكي رفعت أسبوعية إسرائيلية النقاب عن مخطط جديد لإقامة حي استيطاني يهودي قرب قرية ''أبو ديس'' شرق مدينة القدسالمحتلة. وأوضحت أسبوعية ''يروشاليم'' في عددها الصادر أول أمس أن رئيس بلدية الاحتلال بمدينة القدس نير باركات يسعى لإقامة حي استيطاني يهودي يمتد على مساحة شاسعة بالقرب من القرية ويضم 250 وحدة سكنية. وأشارت الأسبوعية إلى أن المسؤول الإسرائيلي التقى مؤخرا عددا من أعضاء المجلس البلدي في مسعى لحشد تأييدهم وموافقتهم على المخطط الاستيطاني ليتم الانتقال إلى الشروع في تنفيذه في أقرب وقت.