وصف السفير الصحراوي في الجزائر، السيد ابراهيم غالي تصريح مبعوث المنظمة الدولية بيتر فان فالسوم الذي قال فيه إن "خيار الاستقلال الذي تطالب به جبهة البوليزاريو لم يعد اقتراحاً واقعياً"، ب "غير المفاجئ"، لأنه يدخل في إطار توجهات بعض القوى داخل مجلس الأمن للانقلاب على الشرعية الدولية وعلى حق الصحراويين في تقرير مصيرهم. مؤكدا في تصريح خاص للشروق اليومي الثلاثاء أن ذلك التصريح: إما أنه صدر بضغط من فرنسا أو أن هذه الأخيرة تتبنى نفس الموقف، بدليل أنها كانت الدولة الوحيدة إلى جانب الولاياتالمتحدة ميولا إلى آراء فالسوم داخل نقاشات مجلس الأمن .. وكان فان والسوم قد قام خلال جلسة مغلقة لمجلس الأمن الدولي مساء الاثنين بتوزيع مذكرة مكونة من أربع صفحات تحمل آراءه الشخصية بشأن كيفية حلحلة المفاوضات بين البوليزاريو والمغرب، وهو ما أثار حفيظة معظم أعضاء المجلس الذين رأوا في هذا التصرف تجاوزا ومخالفا لتوصيات الأمين العام والتي وردت في تقريره الأخير.. وأوضح السفير الصحراوي من جهة أخرى بأن موقف فان فالسوم الذي تدينه جبهة البوليزاريو "جملة وتفصيلا" لا يلزم إلا "فالسوم"، بحيث أنه يتناقض مع المشروعية الدولية ومع نهج الأممالمتحدة في قضايا تصفية الاستعمار. كما أن التصريح لا يعكس موقف المنظمة الأممية من الملف الصحراوي ولا موقف أمينها العام السيد بان كي مون الذي كان واضحا في تقريره الأخير الذي كان منسجما مع المشروعية الدولية ومبادئ الأممالمتحدة .. ويرى السفير الصحراوي في بلادنا بأن "الواقعية السياسية" تعني الدفاع عن الحق والمشروعية وإنصاف المظلوم ومعاقبة الظالم وليس تشريع الواقع الاستعماري وتبني سياسة الطرف القوي، مثلما يفعل فان فالسوم في تفسيره للواقعية السياسية، في إشارة إلى قوله بأن "البوليزاريو يجب أن تصبح واقعية لأن الاستقلال بعيد عن منال الشعب الصحراوي". وحول ما إذا كان لتصريح فان والسوم تأثير على سير المفاوضات التي تجري بين الجبهة والمغرب تحت رعاية الأممالمتحدة، قلل السيد ابراهيم غالي في تصريحه للشروق مجددا من أهمية ذلك التصريح، مبرزا أن الجبهة التي تحظى بدعم معظم أعضاء مجلس الأمن ستواصل سعيها لإفهام دول العالم الشعب الصحراوي صاحب حق، وقد قاوم وعانى سنين طويلة من أجل ممارسة هذا الحق، كما قال إنها ستواصل المشاركة في المفاوضات مع الطرف المغربي، مشيرا إلى أن الجولة القادمة من المفاوضات يمكن أن يتحدد موعدها بعد مصادقة مجلس الأمن على تمديد بعثة الأممالمتحدة "المينورسو ". ويذكر أن الجولة الرابعة من المفاوضات المباشرة التي احتضنتها مانهاست الأمريكية عقدت من السادس عشر إلى الثامن عشر من مارس الماضي ولكنها انتهت دون إحراز أي تقدم، بسبب تماطل الطرف المغربي وتمسكه بموقفه القائم على أن الاقتراح الوحيد المطروح على الطاولة هو اقتراحه الداعي إلى منح سكان الصحراء الغربية حكما ذاتيا موسعا تحت السيادة المغربية. تجدر الإشارة إلى أن الأمين العام للأمم المتحدة دعا في تقريره الذي عرض نهاية الأسبوع الماضي على مجلس الأمن كل من الطرفين الصحراوي والمغربي إلى "مواصلة مفاوضاتهما المباشرة برعاية الأممالمتحدة" في محاولة لإيجاد حل وسط. وقد وصفت جبهة البوليزاريو تقرير با كي مون بأنه "متوازن" ويمثل "تقدما" في تسوية النزاع بين الجبهة المغرب.