يواجه الرئيس اليمني الجديد عبد ربه منصور هادي أولى الصعوبات في أداء مهامه الرئاسية خلال الفترة الانتقالية التي سيقودها لفترة عامين وفقا لما نصت عليه المبادرة الخليجية لتسوية الأزمة اليمنية بعد أن رفض جنرالان محسوبان على الرئيس اليمني السابق الامتثال لأمر إقالتهما من منصبيهما. ورفض الجنرال محمد صالح الأحمر قائد القوات الجوية والأخ غير الشقيق للرئيس السابق عبد الله صالح والجنرال طارق عبد الله صالح قائد الحرس الرئاسي وابن أخ الرئيس السابق مغادرة منصبيهما في موقف أكد صعوبة مهمة الرئيس الانتقالي الرامية إلى إعادة الحياة الدستورية إلى البلاد. وقال مصدر عسكري إن الجنرال صالح الأحمر رفض قرار إقالته وتعيينه قائدا للكتيبة رقم 37 للحرس الجمهوري الموجود مقرها بمدينة حضرموت جنوب البلاد، وأمر قواته بعدم الامتثال لهذا القرار بحجة بقاء وزير الدفاع محمد ناصر أحمد وقائد الأركان علي الأشول في منصبيهما ولم يشملهما قرار التنحية. وإثر ذلك، قام عسكريون من الموالين للجنرال صالح الأحمر بغلق مطار صنعاء الدولي من خلال تطويقه بمسلحين وهددوا بإسقاط أية طائرة قد تحلق في المنطقة مما اضطر مسؤولي المطار إلى إلغاء تسعة رحلات دولية وسبعة داخلية بينما تم تحويل ثلاث رحلات أخرى باتجاه مطار عدن جنوب البلاد. وتندرج قرارات الرئيس اليمني الجديد في إطار تطبيق بنود المبادرة الخليجية التي نصت على إعادة تنظيم بنية الجيش اليمني الذي عرف حركة انشقاق خلال الانتفاضة الشعبية المناوئة لنظام الرئيس السابق بعد أن أبقت عناصر منه على ولائها لهذا الأخير بينما التحقت أخرى بالمعارضة. ويسعى الرئيس منصور هادي الذي سبق وأن قام بتغيير نحو 20 من كبار الضباط إلى توحيد صفوف الجيش عبر طي صفحة الانقسام وتركيز اهتمام قواته على محاربة تنظيم القاعدة الذي يتخذ من اليمن معقلا له لتنفيذ مخططاته في شبه الجزيرة العربية. لكن الحكومة اليمنية بقيادة المعارض محمد سالم باسندوه لم تصدر أي تعليق على هذا التحدي الذي تواجهه في بداية عملها وهي التي سبق وأن تعرضت لهزات إثر التهديدات التي أطلقها الرئيس السابق عبد الله صالح والذي لا يزال يرأس حزب المؤتمر الشعبي الحاكم بسحب وزرائه مما كاد يؤدي إلى أزمة سياسية جديدة. واستشعرت دول الخليج خطورة صعوبة التحديات التي تواجه الرئيس اليمني المنتخب وسارعت إلى تأكيد دعمها له ومساندتها لكافة القرارات التي يتخذها للخروج باليمن من الأزمة الحالية وفقا للمبادئ التي نصت عليها المبادرة الخليجية وآلية تنفيذها. وأعرب عبد اللطيف الزياني الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عن ثقته في أن اليمن بقيادة الرئيس منصور وحكومة الوفاق الوطني برئاسة محمد سالم باسندوه قادر على تجاوز المرحلة الراهنة ومعالجة كافة الأوضاع السياسية والأمنية والاقتصادية وتحقيق تطلعات الشعب اليمني الشقيق في حياة حرة كريمة. ودعا الأمين العام لمجلس التعاون كافة القوى السياسية اليمنية والأطراف المعنية إلى مساندة الرئيس اليمني للمضي قدما في تنفيذ المبادئ المنصوص عليها في المبادرة الخليجية التي لقيت دعم ومساندة المجتمع الدولي. وحتى لا يزيد الوضع سوءا، شرعت اللجنة العسكرية أمس في بدء نشر قوات الحماية الأمنية بالعاصمة صنعاء لحفظ الأمن والاستقرار. يذكر أن اللجنة العسكرية مكونة من قيادات عسكرية موالية للرئيس السابق واللواء المنشق عن الجيش علي محسن الأحمر وتم تشكيلها بموجب المبادرة الخليجية الموقعة بين أطراف النزاع اليمني بالعاصمة السعودية الرياض يوم 23 نوفمبر الماضي.