هل سترضخ سلطات الاحتلال الإسرائيلي أخيرا لمطالب الأسرى الفلسطينيين المضربين عن الطعام منذ عدة أسابيع رافضين كل حل وسط ما لم تتم تلبية مطالبهم ؟ ذلك هو الاعتقاد الذي تركته تصريحات مسوؤلين فلسطينيين أمس كانت من بينها تصريحات أمين شومان رئيس اللجنة العليا للأسرى الفلسطينيين الذي أكد أن الإضراب قد ينتهي قريبا بعد ''تنازلات'' أرغمت إسرائيل على تقديمها حفاظا على ماء الوجه. وقال انه يتوقع أن ترد إسرائيل خلال الساعات القادمة على ردودها على مطالب ألفي أسير دخلوا في اضرب عن الطعام احتجاجا على أوضاعهم المزرية داخل الزنزانات الإسرائيلية. وقال شومان أن إدارة سجون الاحتلال سيقومون بتسهيل عائلات الأسرى المنحدرين من قطاع غزة والسماح لآخرين بمواصلة دراستهم وإنهاء العزل الانفرادي الذي تفرضه على 17 سجينا آخر. وجاءت تصريحات شومان بعد أن كشف إسماعيل هنية أمس أن المفاوضات التي تجريها السلطات المصرية مع حكومة الاحتلال حول مصير الأسرى عرفت تقدما بهدف إقناع المعتقلين الفلسطينيين المضربين عن الطعام إلى وقف إضرابهم. وذكر بيان حكومة حركة حماس في قطاع غزة تسجيل تقدم هام بخصوص تلبية مطالب الأسرى المضربين بتحسين ظروف اعتقالهم وتلبية مطالب آخرين بإطلاق سراحهم على خلفية الاعتقال الإداري الذي وضعوا فيه دون تهمة ولا محاكمة. يذكر أن السلطات المصرية سبق وان قادت سنة 2011 مفاوضات بين حكومة الاحتلال وحركة المقاومة الإسلامية انتهت الى إطلاق سراح 1027 أسير فلسطيني مقابل إطلاق سراح الجندي المختطف جلعاد شاليط. ودخلت السلطات الإسرائيلية في مفاوضات مع السلطات المصرية من اجل إقناع 2000 أسير بوقف إضرابهم عن الطعام بعد أن تدهورت وضعيتهم الصحية ويوشك البعض منهم على الهلاك المحتوم وخاصة وأنهم أكدوا أنهم لن يتراجعوا عن إضرابهم ما لم يتم تلبية مطالبهم. ويطالب هؤلاء بإلغاء العزل الانفرادي والاعتقال الإداري الذي يسمح لحكومة الاحتلال باعتقال المشتبه فيهم لمدة ستة أشهر قابلة للتجديد إلى ما لا نهاية دون تهمة أو محاكمة. بالإضافة إلى السماح لأهالي المعتقلين من قطاع غزة بزيارة ذويهم في مختلف السجون الإسرائيلية. وفي نفس سياق التحركات الرامية إلى التعريف بمعاناة هؤلاء استقبل الأمين العام لجامعة الدولي العربية نبيل العربي أمس وفدا عن الأسرى الفلسطينيين المحررين بهدف إقناع الجامعة العربية بتولي ملف هؤلاء الأسرى ورفعه إلى المحافل الدولية حتى يتم تحديد طبيعة السجين الفلسطيني كأسير حرب وليس كسجين جنائي تتعامل معه إسرائيل كيفما شاءت. وأعرب هؤلاء عن أملهم في أن يتم أيضا تدويل هذه القضية وأن يكون هناك مؤتمر دولي يعالج حالة الإجحاف التي يعانى منها الأسرى الفلسطينيون فى كافة جوانب الحياة والتي يحرمون فيها من الحقوق الأساسية التي منحتها القوانين الدولية. وتعهد العربي لأعضاء الوفد بأن يتم متابعة هذا الملف حتى يصل إلى أعلى المستويات من اجل تحسين ظروف الأسرى الفلسطينيين داخل سجون إسرائيل وأن يقنن القانون الدولى وحقوق الإنسان وضع السجين الفلسطيني".