يتوقع منتجو الفراولة بولاية سكيكدة، أن يحققوا خلال هذا الموسم، إنتاجا وافرا مقارنة بالمواسم السابقة، قد يتعدى عند الشروع في عملية الجني بداية من النصف الأول من شهر ماي الجاري إلى غاية شهر جوان الداخل؛ ال 85 قنطارا في الهكتار الواحد. وتأتي توقعات ارتفاع المنتوج بالنظر إلى الأمطار المعتبرة التي تساقطت خلال فترة الشتاء، دون نسيان اتساع المساحة المزروعة من هذه الفاكهة المتميزة ذات الشهرة العالمية، التي أصبحت تشمل كل المناطق الجبلية الممتدة على الشريط الساحلي لسكيكدة، انطلاقا من سطورة، مرورا بالزويت، تمالوس وكركرة بالمصيف القلي، ومنطقة القل التي تعتمد على الزراعة البلاستيكية، بما في ذلك العديد من المناطق الجبلية الريفية المتميزة؛ كصالح بوالشعور، مجاز الدشيش، الحروش وسيدي مزغيش، حيث أصبحت العديد من العائلات تستثمر في إنتاج الفراولة بالاعتماد على الزراعة الجبلية، علما أن ولاية سكيكدة مشهورة بإنتاج الأصناف الثلاثة الرئيسية من الفراولة، وهي الصنف المحلي المعروف باسم ''روسيكادا'' الذي أدخل إلى سواحل سطورة والشاطئ الكبير سنة ,1920 أما الصنف الثاني والثالث المعروفان باسم ''تيوقا'' و''دوغلاس''، فقد تم إدخالهما إلى الجزائر سنة ,1970 في إطار ما كان يعرف بالإرشاد الفلاحي لمعهد تنمية زراعة ومحاصيل الخضر، إضافة إلى إنتاجها لبذور هذه الفاكهة. ويشتكي عدد كبير من المنتجين، اِلتقيناهم بسطورة، من بعض المشاكل التي قد لا تحفزهم فعلا على تطوير هذا المنتوج الذي ارتبط باسم سكيكدة منذ القدم، منها تدهور شبكة الطرق الداخلية التي زادتها رداءة الأحوال الجوية، التي شهدتها المنطقة خلال فصل الشتاء الأخير، تدهورا أكثر، بالخصوص على مستوى سطورة باتجاه الزويت، وكذا الطرق الجبلية لكل من؛ تمالوس وكركرة بالمصيف القلي، زيادة إلى الصعوبات التي يجدها منتجو هذه الفاكهة فيما يخص حصولهم على شهادات الاستفادة من القطع الأرضية الغابية، لاستغلالها في الزراعة الجبلية التي تمكنهم من الحصول على الدعم المادي والمالي في إطار الصندوق الوطني للتنمية الفلاحية، وعلى الرغم من الوعود التي تعطى لعدد منهم كل سنة عند الاحتفال بيوم الفرولة بسكيكدة، بتسوية هذا المشكل الذي يبقى -حسبهم- مطروحا، ناهيك عن غياب المرافقة من قبل الجهات المعنية لتقديم يد العون لهؤلاء المنتجين، لتمكينهم من تصدير منتوجهم المطلوب في بعض دول الحوض المتوسطي، كفرنسا، إيطاليا، واسبانيا بكثرة، من خلال وضع شاحنات تبريد تحت تصرفهم، كما تبقى أسعار الفراولة -حسبما وقفنا على ذلك بأسواق سكيكدة- مرتفعة جدا، مقارنة مع الوفرة، فسعر الكيلوغرام الواحد يتراوح ما بين 210 دج/كلغ إلى 250 دج/كلغ حسب النوعية.