دعت شخصيات فكرية وثقافية أمس بالجزائر العاصمة إلى تسريع وتيرة بناء الاتحاد المغاربي وتجاوز كل العراقيل والحواجز التي تحول دون ذلك· وأبرزت هذه الشخصيات في ندوة نظمتها جمعية مشعل الشهيد بمناسبة الذكرى ال 50 لمؤتمر طنجة الذي ضم أحزاب مغاربية (جبهة التحرير الوطني والحزب الدستوري الحر التونسي وحزب الاستقلال المغربي)، أهمية العمل من أجل تقوية دور الاتحاد المغاربي حتى يصبح قوة لها وزن على الصعيد الجهوي والدولي ويصون المصالح الاقتصادية والثقاقية للشعوب المغاربية· وفي هذا السياق يرى السيد إسماعيل حمداني رئيس الحكومة الأسبق، أن المرحلة تتطلب منا التفكير بجد لإيجاد "صيغة تساهم بصورة فعّالة" في الخروج من حالة الركود التي تعيشها هياكل الاتحاد المغاربي· وأوضح المتدخل أن المناخ الدولي الحالي يتطلب منا كمجموعة مغاربية إيجاد ميكانيزمات للتفاوض مع مختلف الأقطاب الاقتصادية العالمية" وكذا تنويع علاقات التعاون مع مختلف الدول وذلك "بعيدا عن كل العواطف· وألح السيد حمداني على ضرورة تشجيع دور تنظيمات المجتمع المدني حتى يتم إقامة قنوات للحوار والاتصال بين شعوب الاتحاد المغاربي وتحقيق حلم هذه الشعوب والمتمثل في بناء اتحاد قوي يدافع عن مصالحها· ومن جهته ألح السيد العربي ولد خليفة رئيس المجلس الأعلى للغة العربية، على وجوب التكفل بعنصر الهوية وجعله عامل إضافي في تقوية روابط الأخوة بين شعوب منطقة المغرب العربي· وتطرق السيد ولد خليفة في تدخله إلى تجارب بعض الدول الأوروبية في جعل عنصر الهوية يلعب دورا هاما وفعّالا في بناء روابط التضامن والمصير المشترك بين شعوبها· وبدوره اعتبر السيد سعيد مقدم الأمين العام لمجلس الشورى المغاربي، أن الوضع الراهن يتطلب منا إيجاد آليات لإعادة تنشيط هياكل الاتحاد ألمغاربي وكذا وضع استراتيجية واضحة المعالم في مجال الشراكة· وقال السيد مقدم أنه لا بد من إعطاء الأولوية تجسيد المعالم والمصالح المشتركة للشعوب المغاربية التي تحلم بتحقيق وحدة مغاربية حقيقية بعيدة عن كل الحسابات الضيقة· ومن جهته أبرز السيد صالح بوشة مدير الشؤون المغاربية بوزارة الخارجية، أهمية العمل من أجل نشر الثقافة المغاربية وكذا التمسك بالنتائج والقيم الصادرة عن لقاء طنجة والتي لا زالت صالحة· وطالب المتدخل بضرورة تفعيل التعاون بين مختلف الدول المغاربية خاصة في مجالات البنوك والتجارة والخدمات، مشيرا في السياق إلى أن حصلية التبادل بين دول الاتحاد لم ترتق إلى المستوى المطلوب· ومن جهة ثانية تطرق الإعلامي محمد عباس في تدخله إلى أهداف مؤتمر طنجة ودوره في توحيد المواقف والأطروحات بين أحزاب دول الاتحاد المغاربي لمواجهة أطماع الاستعمار ومساندة الثورة الجزائرية· وأبرز بدوره الباحث التاريخي السيد لحسن زغيدي الظروف والأوضاع التي عقد فيها مؤتمر طنجة ودور هذا الأخير في إعطاء دفع قوي لثورة التحرير الوطني والأزمات التي عرفتها فرنسا بعد هذا المؤتمر· ومن جهته أكد الأستاذ عبد العزيز حضري، أن من بين النتائج الإيجابية لمؤتمر طنجة هو تلاحم شعوب منطقة المغرب العربي مع بعضها البعض للوقوف والتصدي لكل أشكال الاستعمار· (وأج)