حرمة الأقصى المبارك تنتهك أمام مرأى العالمين العربي والإسلامي تحل الذكرى ال 45 لاحتلال مدينة القدس الشريف لتزيد من آلام جرح عميق يشعر به كل مسلم يرى مسجد الأقصى المبارك وهو يهود ويدنس بأيدي جماعات يهودية متطرفة تعيث فيه فسادا دون أن تجد من يردعها وينصر أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين. وإذا كانت هذه الذكرى بكل ما تحمله من مآسي وآلام للفلسطينيين وكل العرب والمسلمين هي ذكرى سلب المدينة المقدسة من أصحابها الأصليين فإن إسرائيل تعرفها على أساس أنها ذكرى توحيد القدس التي تعتبرها أول خطوة باتجاه تحقيق مخططها التهويدي وجعلها ''العاصمة الأبدية لدولتها العبرية''. وبين هذا وذاك يجد الفلسطينيون أنفسهم في موقف دفاعي عن مدينتهم المقدسة وكل معالمها الدينية وسلاحهم الوحيد في ذلك الحجارة ونداءات ودعوات ملحة لنصرة القدس علها تجد آذانا صاغية لدى العالمين العربي والإسلامي. وكما جرت العادة في مثل هذه المناسبات أقدم، أمس، مئات المستوطنين اليهود على اقتحام باحات المسجد الأقصى الشريف بالتزامن مع الذكرى ال 45 لاحتلال إسرائيل للقدس الشريف خلال حرب الرابع جوان سنة .1967 وخيم التوتر الشديد على كل المدينة المقدسة التي يتمسك الفلسطينيون بحقهم التاريخي فيها لتكون عاصمة دولتهم المستقلة وتعمل إسرائيل على جعلها ''عاصمة الدولة اليهودية'' في قرار متعارض مع كل اللوائح الأممية بخصوص القضية الفلسطينية. وزاد من حدة التوتر إعلان أعضاء من الكنيست وعلى رأسهم رئيس الائتلاف الحكومي زئيف إليكن نيتهم اقتحام المسجد الأقصى المبارك في مسيرة كبيرة وذلك ضمن احتفالات الاحتلال بما يسميها ''ذكرى ضم القدس''. وتحسبا لأي طارئ ومواجهات مع الفلسطينيين رفعت شرطة الاحتلال من حالة التأهب في البلدة القديمة بالقدسالمحتلة، حيث حولتها إلى ثكنة عسكرية حتى أنها أرغمت التجار الفلسطينيين على إغلاق محلاتهم ومنعت تحركاتهم لتفادي احتكاكهم مع المستوطنين اليهود. وتتعمد سلطات الاحتلال تضييق الخناق أكثر على الفلسطينيين لمنعهم من الدفاع عن مدينتهم ومقدساتهم الدينية، خاصة مسجد الأقصى المبارك المهدد بمخططات تهويدية تسارعت وتيرتها في الفترة الأخيرة بشكل جد خطير. ولم تتوقف الاستفزازات الإسرائيلية عند هذا الحد، حيث لم تجد حكومة بنيامين نتانياهو أي حرج في إحياء ذكرى احتلال القدس أو ما تسميها ذكرى توحيده وضمها عنوة إلى إسرائيل بعقد اجتماع بمكان ''ربوة الذخيرة'' أحد رموز حرب الستة أيام. وردا على هذه الاستفزازات؛ حمل مفتي القدس الشيخ محمد حسين سلطات الاحتلال الإسرائيلي مسؤولية ما يحدث لإطلاقها العنان لهؤلاء المتطرفين واستجابتها لمطالبهم على حساب حقوق الفلسطينيين وأمنهم وسلامتهم ومشاعرهم. وأكد أن ''القدس بحاجة ماسة إلى وقفة عربية وإسلامية ودولية في مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية'' وقال إنه ''عندما تستباح بهذا الشكل فإن هذا الأمر يعكس وجه الاحتلال الحقيقي ووجه الغطرسة الحقيقية له''. من جانبه؛ وصف كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات الانتهاكات الإسرائيلية بمثابة ''جرائم حرب وفقا لميثاق جنيف الرابع والتي تعددت أوجهها من هدم البيوت وتهجير السكان، ناهيك عن ممارسة التطهير العرقي وسرقة الأراضي'' وحمل الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة عن مخاطر هذه الإجراءات.